وفي حديث بريدة عن الدارميّ أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «اختر أن أغرسك في المكان الّذي كنت فيه فتكون كما كنت- يعنى قبل أن تصير جذعا- وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل منك أولياء اللَّه، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: اختار أن أغرسه في الجنة» . قال البيهقي: قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف، ورواية الأخبار الخاصة فيها كالتكلف. وفي الحديث دلالة على أن الجمادات قد يخلق اللَّه لها إدراكا كالحيوان بل كأشرف الحيوان، وفيه تأييد لقول من يحمل وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ على ظاهره. وقد نقل ابن أبى حاتم في (مناقب الشافعيّ) عن أبيه عن عمرو بن سواد عن الشافعيّ قال: ما أعطى اللَّه نبيا ما أعطى محمدا، فقلت: أعطى عيسى إحياء الموتى، قال: أعطى محمدا حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك. (فتح الباري) . [ (٤) ] سبق تخريجه.