للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول خير نسائها مريم ابنه عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد، قال أبو كريب وأشار وكيع إلى السماء والأرض.

وخرج الحاكم [ (١) ] من طريق علياء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أفضل نساء العالمين خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ.

وخرج البخاري [ (٢) ] في المناقب، وفي كتاب الأنبياء، وفي الأطعمة، من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة الجملي بسنده عن أبى موسى الأشعري قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا اثنين:

امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وفي بعض طرقه: كفضل عائشة بغير «إن» .

وخرجه مسلم في المناقب

وقد اختلف في نبوة مريم فإن قلنا بنبوتها فتعين تفضيلها على أمهات المؤمنين وإن قلنا: إنها لم تكن نبية فقد ثبت مما تقدم تفضيلها على من عاداها الأمر ذكر فلم يبق إلا المفاضلة بينها وبين خديجة.

قال القاضي عياض في

قوله: خير نسائها مريم خير نسائها خديجة

وأشار وكيع إلى السماء والأرض كأنه تفسير ضمير الهاء في نسائها أنه يريد الدنيا والأرض وذكره لهم يحتمل أن يريد أن كل واحدة خير نساء الأرض في وقتها أو أنهما من خير نسائهم أفضلهن وإن كانت المزايا تعد بينهما وبين غيرهما ممن هو خير النساء متفاضلة.


[ (١) ] (المستدرك) : ٢/ ٦٥٠، كتاب تاريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، حديث رقم (٤١٦٠) ، وقال عنه الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٩/ ٦٨٧- ٦٨٨، كتاب الأطعمة، باب (٢٥) الثريد، حديث رقم (٥٤١٨) ، وأخرجه في كتاب (أحاديث الأنبياء) : باب (٤٦) قوله تعالى: وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إلى قوله: فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران: ٤٥- ٤٨] ، حديث رقم (٣٤٣٣) .