للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرجه مسلم [ (١) ] في المناقب من حديث أبى أسامة وابن نمير ووكيع وأبى معاوية وعبد بن سليمان كلهم عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: سمعت عبد اللَّه بن جعفر يقول سمعت عليا رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه بالكوفة يقول:


[ () ] قوله: (وخير نسائها خديجة)
أي نساء هذه الأمة قال القاضي أبو بكر بن العربيّ:
خديجة أفضل نساء الأمة مطلقا لهذا الحديث، وقد تقدم في آخر قصة موسى أبى موسى في ذكر مريم وآسية وهو يقتضي فضلهما على غيرهما من النساء، ودل هذا الحديث على أن مريم أفضل من آسية وأن خديجة أفضل نساء هذه الأمة حيث قال: ولم يكمل من النساء، أي من نساء الأمم الماضية، إلا أن حملنا الكمال على النبوة فيكون على إطلاقه.
وعند النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس «أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية» وعند الترمذي بإسناد صحيح عن أنس «حسبك من نساء العالمين» فذكرهن.
وللحاكم من حديث حذيفة «إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أتاه ملك فبشره أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة» .
[ (١) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٥/ ٢٠٧- ٢٠٨، كتاب فضائل الصحابة، باب (١٢) فضائل خديجة أم المؤمنين رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها، حديث رقم (٦٩) ، قال الإمام النووي:
قوله صلى اللَّه عليه وسلّم: (خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد وأشار وكيع إلى السماء والأرض)
أراد وكيع بهذه الإشارة تفسير الضمير في نسائها وأن المراد به جميع نساء الأرض أي كل من بين السماء والأرض من النساء والأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه قال: القاضي ويحتمل أن المراد أنهما من خير نساء الأرض والصحيح الأول.
قوله صلى اللَّه عليه وسلّم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون)
يقال كمل بفتح الميم وضمها وكسرها ثلاث لغات مشهورات الكسر ضعيف قال القاضي: هذا الحديث يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم والجمهور على أنهما ليستا نبيتين بل هما صديقتان ووليتان من أولياء اللَّه تعالى ولفظة الكمال تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى قال. القاضي فإن قلنا هما نبيتان فلا شك أن غيرهما لا يلحق بهما وإن قلنا وليتان لم يمتنع أن يشاركهما من هذه الأمة غيرهما. هذا كلام القاضي، وهذا الّذي نقله من القول بنبوتهما غريب ضعيف وقد نقل جماعة الإجماع على عدمها واللَّه أعلم.