للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ () ] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، قال أبو العالية: صلاة اللَّه ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء، قال ابن عباس: يصلون يبركون. لنغرينك: لنسلطنك، حديث رقم (٤٧٩٧) ، (المرجع السابق) : ١١/ ١٨٣، كتاب الدعوات باب (٣٢) الصلاة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (٦٣٥٧) .
[ (٣) ] (مسلم بشرح النووي) : ٤/ ٣٦٧، كتاب الصلاة، باب (١٧) الصلاة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد التشهد، حديث رقم (٦٦) . قال الإمام النووي:
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: (قولوا اللَّهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم)
قال العلماء: معنى البركة هنا الزيادة من الخير والكرامة، وقيل: هو بمعنى التطهير والتزكية، واختلف العلماء في الحكمة في قوله: اللَّهمّ صلّ على محمد كما صليت على إبراهيم، مع أن محمدا صلّى اللَّه عليه وسلّم أفضل من إبراهيم صلّى اللَّه عليه وسلّم قال القاضي عياض- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه: أظهر الأقوال أن نبينا صلّى اللَّه عليه وسلّم سأل ذلك بنفسه ولأهل بيته ليتم النعمة عليهم كما أتمها على إبراهيم وعلى آله، وقيل: بل سأل ذلك لأمته، وقيل بل ليبقى ذلك له دائما إلى يوم القيامة ويجعل له به لسان صدق في الآخرين كإبراهيم صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقيل كان: ذلك قبل أن يعلم أنه أفضل من إبراهيم صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقيل: سأل صلاة يتخذه بها خليلا كما اتخذ إبراهيم. هذا كلام القاضي، والمختار في ذلك أحد ثلاثة أقوال:
أحدها: حكاه بعض أصحابنا عن الشافعيّ رحمه اللَّه تعالى أن معناه صل على محمد، وتم الكلام هنا، ثم استأنف وعلى آل محمد أي وصل على آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، فالمسئول له مثل إبراهيم وآله هم آل محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم لا نفسه.
القول الثاني: معناه: اجعل لمحمد وآله صلاة منك كما جعلتها لإبراهيم وآله فالمسئول المشاركة في أصل الصلاة لا قدرها.
القول الثالث: أنه على ظاهره، والمراد: اجعل لمحمد وآله صلاة بمقدار الصلاة التي لإبراهيم وآله والمسئول مقابلة الجملة، فإن المختار في الآل كما قدمناه أنهم جميع الأتباع، ويدخل في آل إبراهيم خلائق لا يحصون من الأنبياء، ولا يدخل في آل محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم نبي، فطلب إلحاق هذه الجملة التي فيها نبي واحد بتلك الجملة التي فيها من الأنبياء. واللَّه تعالى أعلم.