للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آمين، ثم استوى فجلس فقال: أصحابه: أي رسول اللَّه! على ماذا أمنت؟

قال: جاءني جبريل فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخل الجنة. فقلت: آمين، ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت:

آمين، ورغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت: آمين.

ورواه أبو بكر الشافعيّ عن معاذ حدثنا القعنبي، حدثنا سلمة بن وردان فذكره، وسلمة بن وردان [ (١) ]

هذا لين الحديث قد تكلم فيه، وليس ممن يطرح حديثه، لا سيما وله شواهد وهو معروف من حديث غيره.

وقد روي من طريق قيس بن الربيع عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: صعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم المنبر فقال: آمين. آمين، فقيل: يا رسول اللَّه ما كنت تصنع هذا، فقال: قال لي جبريل فذكر الحديث وقال فيه: يا محمد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده اللَّه، قل: آمين. فقلت:

آمين.

وقيس بن الربيع [ (٢) ] صدوق بستي كان شعبة يثنى عليه، وقال أبو حاتم:

محله الصدق وليس بالقويّ. وقال ابن عديّ: عامة رواياته مستقيمة، وأصل


[ (١) ] هو سلمة بن وردان الليثي الجندعي مولاهم أبو يعلى المدني، رأى جابر بن عبد اللَّه، وسلمة بن الأكوع.
قال أبو داود والنسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: وفي متون بعض ما يرويه مناكير، خالف سائر الناس. وقال ابن سعد: قد رأى عدة من الصحابة، وكانت عنده أحاديث يسيرة، وكان ثبتا فيها، ولا يحتج بحديثه، وبعضهم يستضعفه.
قال ابن شاهين في (الثقات) : وقال أحمد بن صالح: هو عندي ثقة صالح الحديث.
قال ابن حبان: كان يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وكأنه كان قد حطمه السن، فكان يأتي بالشيء على التوهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج.
وقال الحاكم: حديثه عن أنس مناكير أكثرها. وقال العجليّ والدارقطنيّ: ضعيف. مات في خلافة أبي جعفر سنة (١٠٦) . (تهذيب التهذيب) : ٤/ ١٤٠- ١٤١، ترجمة رقم (٢٧٥) .