للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على شرط البخاريّ، واعترض عليه بأن إبراهيم بن الحسن بن ديزيل [ (١) ] رواه عن آدم بن إياس متكلم فيه، ومع ذلك فقد رواه أبو إسحاق الفزاريّ عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا، وأبو صالح بن نبهان مولى التوأمة، كان شعبة لا يروى عنه. وقال مالك بن أنس: ليس بثقة فلا تأخذن عنه شيئا، وقال يحيى: ليس بالقويّ في الحديث. وقال مرة: لم يكن ثقة، وقال السعدي: تغير، وقال النسائيّ: ضعيف، وتحريرا مرة أنه ثقة في نفسه غير أنه تغير بآخره، فمن سمع منه قديما فسماعه صحيح، ومن سمع منه آخرا ففي سماعه شيء، فممن سمع منه قديما: أبي ذئب وابن جريح وزياد بن سعد وأدركه مالك والثوري بعد اختلافه. وقال الإمام أحمد: ما أعلم ناسا ممن سمع منه قديما، ثم إن هذا الحديث قد رواه سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة ولم يذكر فيه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وتابعه ابن أبي أويس عن عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل.

وخرّج النسائيّ في (سننه الكبير) من حديث أبي داود الطيالسيّ حدثنا يزيد بن إبراهيم عبد أبي الزبير عن جابر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما اجتمع قوم ثم تفرقوا من غير ذكر اللَّه عز وجل وصلاة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلا تفرقوا عن أنتن من جيفة [ (٢) ] .

وخرّج الطبرانيّ [ (٣) ] من حديث إسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث، عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما من قوم جلسوا مجلسا، ثم قاموا منه لم يذكروا اللَّه ولم يصلوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلا كان ذلك المجلس عليهم ترة.


[ (١) ] هو إبراهيم بن الحسين الهمدانيّ. أبو إسحاق، الّذي يقال له ابن ديزيل سفينة، يروى عن أبي نعيم. ترجمته في (لسان الميزان) : ١/ ٤٨، (الثقات) : ٨/ ٨٦.
[ (٢) ] سبق تخريجه.
[ (٣) ] (كنز العمال) : ٩/ ١٤٨، حديث رقم (٢٥٤٥٥) ، وعزاه إلى الطبرانيّ عن أبي أمامة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.