للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرّجه في آخر كتاب الحج [ (١) ] ، من حديث أبي أسامة، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: لما قدم


[ () ] ببكاء أو بغناء، قال الأصمعي: أصلة أن رجلا انعقرت رجله فرفعها على الأخرى وجعل يصيح فصار كل من رفع صوته يقال: رفع عقيرته، وإن لم يرفع رجلة قال ثعلب وهذا من الأسماء التي استعملت على غير أصلها. قوله: (وجليل) بالجيم موضع على أميال من مكة وكان به سوق، تقدم بيانه في أوائل الحج. قوله «يبدون» أي يظهر، وشامة وطفيل جبلان بقرب مكة، وقال الخطابي: كنت أحسب أنهما جبلان حتى ثبت، عندي أنهما عينان، وقوله: «أردن ويبدون» بنون التأكيد الخفيفة، وشامة بالمعجمة والميم مخففا، وزعم بعضهم أن الصواب بالموحدة بدل الميم والمعروف بالميم، وزاد المصنف أخر كتاب الحج من طريق أي اسامة، عن هشام به «ثم يقول بلال: اللَّهمّ العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا» أي أخرجهم من رحمتك كما أخرجونا من وطننا، وزاد ابن إسحاق في روايته، عن هشام وعمرو بن عبد اللَّه ابن عروة، عن عائشة عقب قول أبيها «فقلت واللَّه ما يدري أبي ما يقول» . قالت: «ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة وذلك أن يضرب علينا الحجاب- فقلت: كيف تجدك يا عامر؟ فقال:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقة ... كالثور يحمي جسمه برقه
وقالت في آخره: «فقلت: يا رسول اللَّه انهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى» .
والزيادة في قوله عامر بن فهيرة رواها مالك أيضا في «الموطإ» ، عن يحيى بن سعيد، عن عائشة منقطعا.
[ (٣) ] باب (٨) ، حديث رقم (٥٦٥٤) .
[ (١) ] (فتح الباري) : ٤/ ١٢٤، كتاب فضائل المدينة، باب (١٢) بدون ترجمة، حديث رقم (١٨٨٩) ، وفيه بعد
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «وانقل حماها إلى الجحفة» :
«قالت وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض اللَّه، فكان بطحان يجرى نجلا، تعنى ماء أجنا قوله: (قالت) يعنى عائشة، والقائل عروة متصل. قوله: (وهي أوبأ) بالهمز بوزن أفعل من الوباء والوباء مقصور يهمز ويغير همز هو المرض العام، ولا يعارض قدومهم عليها وهي بهذه الصفة نهيه صلّى اللَّه عليه وسلّم، عن القدوم على الطاعون، لأن ذلك كان قبل النهى، أن النهي يختص بالطاعون ونحوه من الموت الذريع لا