للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم المدينة وعك أبو بكر، وبلال، وكان أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول:

ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل

اللَّهمّ العن شيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء، قم قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: اللَّهمّ حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللَّهمّ بارك لنا في صاعنا، وفي مدنا وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة. قالت:

وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: فكان بطحان يجرى ثجلا يعني ماء أجنا.


[ () ] المرض ولو عم. قوله: (قالت فكان بطحان) يعنى واد بالمدينة وقولها: (يجرى نجلا، تعنى ماء آجنا) هو من تفسير الراويّ، عنها، عرضها بذلك بيان السبب في كثرة الوباء بالمدينة، لأن الماء الّذي هذه صفته يحدث، عنده المرض، وقيل: النخل الزيتون وزاي، يقال استنجل الوادي إذا ظهر نزورة. و «نجلا» بفتح النون وسكون الجيم وقد تفتح حكاه ابن التين، وقال ابن فارس: النجل بفتح الجيم سعة العين وليس هو المراد هنا، وقال ابن السكيت: النجل العين حين تظهر وينبع عين الماء. وقال الحربي نجلا أي واسعا، ومنه عين نجلاء أي واسعة، وقيل: هو الغدير الّذي لا يزال فيه الماء. قوله: (تعنى ماء آجنا) بفتح الهمزة وكسر الجيم بعدها نون أي متغيرا، قال عياض: هو خطأ ممن فسره فليس المراد هنا الماء المتغير. قلت: وليس كما قال فأن عائشة قالت ذلك في مقام التعليل لكون المدينة كانت وبيئة، ولا شك أن النجل إذا فسر بكونه الماء الحاصل من النز فهو بصدد أن يتغير» وإذا تغير كان استعماله مما يحدث الوباء في العادة.
أما أثر عمر فذكر ابن سعد سبب دعائه بذلك، وهو ما أخرجه بإسناد صحيح، عن عوف بن مالك أنه رأى رؤيا فيها أن عمر شهيد مستشهد، فقال لما قصها عليه أنى لي بالشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب لست أغزو والناس حولي ثم قال: بلى بها اللَّه إن شاء.