[ (٢) ] (مسلم بشرح النووي) : ٩/ ١٥٨- ١٥٩، كتاب الحج، باب (٨٦) الترغيب في سكنى المدينة والصبر على وبائها، حديث رقم (١٣٧٤) ، قولها (قدمنا المدينة وهي بيئة) وهي بهمزة ممدودة يعنى ذات وباء بالمد والقصر وهو الموت الذريع هذا أصلة ويطلق أيضا على الأرض الوخمة التي تكثر بها الأمراض لا سيما للغرباء الذين ليسوا مستوطنيها. فإن قيل كيف قدموا على الوباء وفي الحديث الآخر في الصحيح النهى، عن القدوم النهى عن القدوم عليه فالجواب من جهتين ذكرهما القاضي أحدهما أن القدوم كان قبل النهي، لأن النهي كان في المدينة بعد استيطانها، والثاني أن المنهي، عنه هو القدوم على الوباء الذريع والطاعون، وأما هذا الّذي كان المدينة فإنما كان وخما يمرض بسببه كثير من الغرباء واللَّه أعلم. قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: (وحول حماها إلى الجعفة) قال الخطابي وغيره: كان ساكنو الجحفة في ذلك الوقت يهودا، ففيه دليل للدعاء على الكفار بالأمراض والأسقام والهلاك وفيه الدعاء للمسلمين بالصحة وطيب بلادهم والبركة فيها وكشف الضر والشدائد، عنهم وهذا مذهب العلماء كافة قال القاضي وهذا خلاف قول بعض المتصرفة أن الدعاء قدح في التوكل والرضا وانه ينبغي تركه وخلاف قول بعض المتصوفة ان الدعاء قدح في التوكل والرضا وانه ينبغي تركه وخلاف قول المعتزلة أن لا فائدة في الدعاء مع سبق القدر ومذهب العلماء كافة أن الدعاء عبادة مستقلة ولا يستجاب منه إلا ما سبق به القدر واللَّه اعلم، وفي هذا الحديث علم من أعلام نبوة نبينا صلّى اللَّه عليه وسلّم فان الجعفة من يومئذ مجتنبة ولا يشرب أحد من مائها إلا حم. ورواه الإمام مالك في (الموطأ) في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة.