للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرّجه البخاري [ (١) ] من حديث إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد وأبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قال بعد الركوع، وربما قال: إذا قال:

سمع اللَّه لمن حمده، ربنا لك الحمد، اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسنى يوسف. يجتهد بذلك، وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: اللَّهمّ العن فلانا وفلانا [ (٢) ] لأحياء من العرب حتى أنزل اللَّه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ [ (٣) ] .


[ () ] مخصوص، بل يحصل بكل دعاء، وفيه وجه أنه لا يحصل إلا بالدعاء المشهور: «اللَّهمّ اهدني فيمن هديت» إلى آخره، والصحيح أن هذا مستحب لا شرط، ولو ترك القنوت في الصبح سجد للسهو، وذهب أبو حنيفة وأحمد وآخرون إلى أنه لا قنوت في الصبح، وقال يقنت قبل الركوع.
وفيه جواز الدعاء لإنسان معين وعلى معين، وقد سبق أنه يجوز أن يقول: ربنا لك الحمد، وربنا ولك الحمد، بإثبات الواو وحذفها، وقد ثبت الأمران في الصحيح. والوطأة: هي البأس.
قوله: «واجعلها عليهم كسنى يوسف»
وهو بكسر السين وتخفيف الياء أي اجعلها سنين شدادا ذوات قحط وغلاء. (شرح النووي) .
[ (١) ] باب (٩) قوله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، حديث رقم (٤٥٦٠) .
[ (٢) ] قال الحافظ في (الفتح) : تقدمت تسميتهم في غزوة أحد من رواية مرسلة أوردها المصنف عقب هذا الحديث بعينه، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، قال: «كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام فنزلت» .
وأخرج الإمام أحمد والترمذيّ هذا الحديث موصولا من رواية عمرو بن حمزة، عن سالم عن أبيه، فسماهم، وزاد في آخر الحديث: «فتيب عليهم كلهم» وأشار بذلك إلى قوله في بقية الآية:
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ وللإمام أحمد أيضا من طريق محمد بن عجلان عن نافع عن عمر «كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدعو على أربعة فنزلت، قال: وهداهم اللَّه للإسلام» وكان الرابع عمرو بن العاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.
قوله: «الوليد بن الوليد»
أي ابن المغيرة، وهو أخو خالد بن الوليد، وكان شهد بدرا مع المشركين، وأسر، وفدى نفسه ثم أسلم، فحبس بمكة، ثم تواعد هو وسلمة وعياش