للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ إلى قوله: عائِدُونَ. ثم عادوا في كفرهم، فأخذهم اللَّه يوم بدر، وهو قوله تعالى: يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ.

قال عبد اللَّه: فقد مضى الدخان، ومضت البطشة يوم بدر ومضى اللزام وهو يوم بدر، الم غُلِبَتِ الرُّومُ [ (١) ] واللزوم قد مضى، فقد مضت الأربع [ (٢) ] .

وله من حديث محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال عبد اللَّه: إن اللَّه بعث محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم بالحق، وقال: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ.

وأن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه قال: اللَّهمّ أعنى عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم السنة حتى حصب كل شيء، حتى أكلوا الجلود والعظام. وقال أحدهما: الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد إن قومك قد هلكوا فادع اللَّه أن يكشف عنهم، فدعا، ثم قال: يعودون، ثم قرأ هذه الآية: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ [ (٣) ] . فيكشف اللَّه عنهم عذاب الآخرة.

فقد مضى الدخان والبطشة واللزام، وقال أحدهما: واللزوم.

رواه جرير بن حازم، وجرير بن عبد الحميد، وعلى بن مسهر وأبو معاوية ووكيع في آخر، عن الأعمش، وقال الرياشي: لما دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف

قال:

فبقيت السماء سبع سنين لا تمطر، واشتد الجهد بقيس فقدم وفد قيس على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وفيهم لبيد بن ربيعة [ (٤) ] ، فلما مثلوا بين يديه فقام لبيد وقال:


[ (١) ] أول سورة الروم.
[ (٢) ]
(فتح الباري) : ٢/ ٦٢٦، كتاب الاستسقاء، باب (٢) دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف» ، حديث رقم (١٠٠٧) ، وفيه: «فالبطشة يوم بدر،
وقد مضت الدخان والبطشة واللزام، وآية الروم.
[ (٣) ] راجع التعليق السابق.
[ (٤) ] هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري، وكان يقال لأبيه: ربيع المقترين لسخائه. وقتلته بنو أسد في حرب بينهم وبين قومه. وقيل غير ذلك. ويكنى لبيد أبا عقيل،