للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرجه أيضا من حديث إسحاق بن منصور قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: حدثنا شعبة حدثنا أبو حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاختبأت منه. فذكر الحديث بمثله [ (١) ] .

وقال البيهقي: وقد روى عن أبي عوانه عن أبي حمزة أنه استجيب له فيما دعا في هذا الحديث على معاوية. وذكر من حديث موسى بن إسماعيل قال:

حدثنا أبو عوانة، عن أبي حمزة قال: سمعت ابن عباس قال: كنت ألعب مع الغلمان فإذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قد جاء فقلت: ما جاء إلا إليّ، فاختبأت على باب، فجاء فحطأني حطأة فقال: اذهب فادع لي معاوية، وكان يكتب الوحي، قال:

فذهبت فدعوته له، فقيل: إنه يأكل، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبرته، فقال:

فاذهب فادعه فأتيته، فقيل: إنه يأكل، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبرته، فقال في الثالثة: لا أشبع اللَّه بطنه، قال فما شبع بطنه أبدا.

قال البيهقي: وروي عن هزيم عن أبي حمزة في هذا الحديث زيادة تدل على الاستجابة [ (٢) ] .


[ () ] حين تأخر، ففيه الجوابان السابقان: أحدهما: أنه جرى على اللسان بلا قصد، والثاني: أنه عقوبة له لتأخيره. وقد فهم مسلم رحمة اللَّه من هذا الحديث، أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله غيره من مناقب معاوية، لأنه في الحقيقة يصير دعاء له. وفي هذا الحديث جواز ترك الصبيان يلعبون بما ليس بحرام، وفيه اعتماد الصبي فيما يرسل فيه من دعاء إنسان ونحوه، من حمل هدية، وطلب حاجة، وأشباهه، وفيه جواز إرسال صبي غيره ممن يدل عليه في مثل هذا، ولا يقال: هذا تصرف في منفعة الصبي، لأن هذا قدر يسير، ورد الشرع بالمسامحة به للحاجة، واطرد به العرف، وعمل المسلمين، واللَّه تبارك وتعالى أعلم. (شرح النووي) .
[ (١) ] (المرجع السابق) : حديث رقم (٩٨) .
[ (٢) ] (دلائل البيهقي) : ٦/ ٢٤٢- ٢٤٣.