إني جار لكم من الناس، أي من بني مدلج. ويروى أنهم رأوا سراقة بمكة بعد ذلك، فقالوا له: يا سراقة! أخرقت الصف، وأوقعت بنا الهزيمة، فقال: واللَّه ما علمت بشيء من أمركم حتى هزيمتكم، وما شهدت، وما علمت، فما صدقوه، حتى أسلموا وسمعوا ما أنزل اللَّه تعالى، فعلموا أنه إبليس تمثل لهم. وقول اللعين: إِنِّي أَخافُ اللَّهَ لأهل التأويل فيه أقوال، أحدها: أنه كذب من قوله: إني أخاف اللَّه، لأن الكافر لا يخاف اللَّه، والثاني: أنه رأى جنود اللَّه تنزل من السماء، فخاف أن يكون اليوم الموعود الّذي قال اللَّه فيه: يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ، الثالث: إنما خاف أن تدركه الملائكة لما رأي من فعلها بحزبه الكافرين. [ (١) ] (دلائل البيهقي) : ٣/ ٥٢- ٥٣.