رواه البخاريّ في عمرة القضاء أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم صالح سهيل بن عمرو، فكتب عليّ بن أبي طالب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- الصحيفة: هذا ما قاضي عليه محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال سهيل: اكتب محمد بن عبد اللَّه، فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم لعلي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: امحه، فقال عليّ: لا أمحوك أبدا، فأخذ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الكتاب فكتب: هذا ما قاضي محمد بن عبد اللَّه، وفي هذه الكتابة وجوه: أحدها: أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب وهو لا يعلم ما يكتب فانتظم مراده. ثانيها: أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم أوحى إليه فكتبه عن علم بالكتابة. ثالثها: أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم لكثرة كتابة اسمه بين يديه فعلم ذلك، وهذا أضعف الأوجه. رابعها: أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر من كتب ونسب الفعل إليه تجوزا، ولم يبين الشيخ هل المراد بالشعر إنشاده أو روايته أو أعم من ذلك؟ قال في (الخادم) : وجعل الماورديّ والرويانيّ قول الشعر، وتعلمه، وروايته، سواء في التحريم. [ (١) ] ياسين: ٦٩. [ (٢) ] هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن عباد بن صعصعة بن قيس بن ثعلبة، ويقال: إن اسمه عمرو، وأمه وردة، من رهط أبيه، وكان أحدث الشعراء سنا، وأقلهم عمرا، قتل وهو ابن عشرين سنة، فيقال له: ابن العشرين، وكان حسب من قومه، جريئا على هجائهم وهجاء غيرهم، ومما سبق إليه قوله: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد وقال غيره: ويأتيك بالأنبياء من لم تبع له ... بتاتا ولم تضرب له وقت موعد (الشعر والشعراء) : ١٠٣- ١٠٨ مختصرا.