للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البخاريّ: اسقنا يا سهل، وقد قيل: إنّ بين القصتين تغاير فلعلهما قضيتان لامرأتين إحداهما مخطوبة، والأخرى نزولها معقود عليها، وفيه بعد، وفي رواية لابن سعد: علمها نساؤه ذلك وإسناده ضعيف.

وذكره الحاكم في المستدرك [ (١) ] وسيأتي في ذكر أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مزيد بيان لذلك، وفيها مما ذكرنا أنه حرم عليه صلّى اللَّه عليه وسلّم نكاح كل امرأة كرهت صحبته، وجدير أن يكون الأمر كذلك لما فيه من الإيذاء، ويشهد لذلك إيجاب التخيير كما تقدم، وينبغي أن يفرق بالكراهة فإن كانت كراهة المرأة لذاته صلّى اللَّه عليه وسلّم فإنّها تكفر بذلك، وإن كانت كراهتها لأجل الغيرة فلا.

وقد قال بعضهم: ينبغي أن ينظر في التاريخ، وعلى تقدير أن تكون قصة المستعيذة بعد آية التخيير. ففي سبب نزول آية التخيير أقوال منها: تغاير نسائه عليه. يقول: لم يكرهن صحبته وإنما رغبتهن فيه أوجبت تغايرهن عليه،


[ () ] (٢) (فتح الباري) : ١٠/ ١٢١، كتاب الأشربة، باب (٣٠) الشرب من قدح النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وآنيته، وقال أبو بردة: قال لي عبد اللَّه بن سلام: «ألا أسقيك في قدح شرب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فيه؟ «حديث رقم (٥٦٣٧) .
قوله: «قالت: أنا كنت أشقى من ذلك» ليس أفعل التفضيل فيه على ظاهره، بل مرادها إثبات الشقاء لها لما فاتها من التزوج برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، «وسقيفة بني ساعدة» هو المكان الّذي وقعت فيه البيعة لأبي بكر الصديق- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بالخلافة.
وفي الحديث: التبسط على الصاحب، واستدعاء ما عنده من مأكول ومشروب، وتعظيمه بدعائه بكنيته، والتبرك بآثار الصالحين، واستيهاب الصديق ما لا يشق عليه هبته.
(فتح الباري) : مختصرا.
[ (٣) ] لم أجده في (صحيح مسلم) .
[ (١) ] (المستدرك) : ٤/ ٣٨، كتاب معرفة الصحابة، ذكر الكلابية أو الكندية، حديث رقم (٦٨١٣) ، وقد سكت عنه الحافظ الذهبيّ في (التلخيص) ، وحديث رقم (٦٨١٦) ، وقال الحافظ الذهبيّ في (التلخيص) : سنده واه، ويروي عن زهير بن معاوية أنها ماتت كمدا، ويذكر عن هشام ابن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: خلف عن أسماء ... الخبر.