للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّه من الخزائن وماذا أنزل من الفتن [ (١) ] ؟ من يوقظ صواحب الحجرات- يريد أزواجه- لكي يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة.

ذكره في الفتن، وذكره في كتاب الأدب من حديث شعيب عن الزهريّ، حدثتني هند بنت الحارث أن أم سلمة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: استيقظ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال سبحان اللَّه ماذا أنزل من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن؟

من يوقظ صواحب الحجر- يريد أزواجه- حتى يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة، وخرّجه في كتاب (العلم) [ (٢) ] وفي كتاب (اللباس) [ (٣) ] من حديث معمر عن الزهريّ.

وخرّج البخاريّ [ (٤) ] ومسلم [ (٥) ] كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهريّ، عن عروة، عن أسامة بن زيد- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما-


[ (١) ] إلى هنا آخر الحديث في المناقب، وسياقته في كتاب الفتن أتم.
[ (٢) ] (المرجع السابق) : ١/ ٢٨٠، كتاب العلم، باب (٤٠) العلم والعظة بالليل، حديث رقم (١١٥) .
[ (٣) ] (المرجع السابق) : ١٠/ ٣٧٢، كتاب اللباس، باب (٣١) ما كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يتجوز من اللباس والبسط، حديث رقم (٥٨٤٤) .
[ (٤) ] المرجع السابق ١٣/ ١٤، كتاب الفتن، باب (٤) قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: ويل للعرب، من شر قد اقترب. حديث رقم (٧٠٦٠) .
قال الحافظ: وإنما اختصت المدينة بذلك لأن قتل عثمان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- كان بها، ثم انتشرت الفتن في البلاد بعد ذلك، فالقتال بالجمل وبصفين كان بسبب قتل عثمان، والقتال بالنهروان كان بسبب التحكيم بصفين وكل قتال وقع في ذلك العصر إنما تولد عن شيء من ذلك أو عن شيء تولد بتوليته لهم، وأول ما نشأ ذلك من العراق وهي من جهة المشرق فلا منافاة بين حديث الباب وبين الحديث الآتي: إن الفتنة من قبل المشرق، وحسن التشبيه بالمطر لإرادة التعميم لأنه إذا وقع في أرض معينة عمها ولو في بعض حباتها، قال ابن بطال: أنذر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في حديث زينب بقرب قيام الساعة كي يتوبوا قبل أن تهجم عليهم، وقد ثبت أن خروج يأجوج ومأجوج قرب قيام الساعة فإذا فتح من ردمهم ذلك القدر في زمنه صلّى اللَّه عليه وسلّم لم يزل الفتح يتسع على مر الأوقات،
وقد جاء في حديث أبي هريرة رفعه «ويل» للعرب من شر