للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه، فقيده وبعث به إلى خانقين، فلم يزل في السجن حتى وقع الطاعون فملت فيه، والناس يظنون أنه مات بساباط لبيت قاله الأعشى:

فذاك وما أنجى من الموت ربه بساباط حتى مات، وهو محرزق [ (١) ] وإنما هلك بخانقين، وهذا قبيل الإسلام، فلم يلبث إلا يسيرا حتى بعث اللَّه نبيه صلى اللَّه عليه وسلم، وكان سبب وقعة ذي قار بسبب النعمان [ (٢) ] .

قال البيهقي [ (٣) ] هذا مرسل وروى أيضا حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مرسلا بعض معناه.

قال كاتبه: قد تقدم حديث حصين، وتقدم حديث مسلم: رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب فأولت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب [ (٤) ] .

وخرج الإمام أحمد [ (٥) ] والحاكم [ (٦) ] وصححه من حديث صفوان، حدثني سليم بن عامر، عن تميم الداريّ- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال:


[ (١) ] حرزق الرجل، أي حبسه.
[ (٢) ] الخبر في (الأغاني) : ٢/ ١٠٥- ١٢٨.
[ (٣) ] (دلائل البيهقي) : ٦/ ٣٣٦- ٣٣٧.
[ (٤) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٥/ ٣٦- ٣٧، كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى اللَّه عليه وسلم، حديث رقم (١٨) .
و «رطب ابن طاب» : نوع من الرطب معروف، يقال له: رطب ابن طاب، وتمر ابن طاب، وعذق ابن طاب، وعرجون ابن طاب، وهو مضاف إلى ابن طاب، رجل من أهل المدينة.
«وأن ديننا قد طاب» : أي كمل واستقرت أحكامه، وتمهدت قواعده.
[ (٥) ] (مسند أحمد) : ٥/ ٧٣، حديث رقم (١٦٥٠٩) ، من حديث تميم الداريّ- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-.
[ (٦) ] (المستدرك) : ٤/ ٤٧٧، كتاب الفتن والملاحم، حديث رقم (٨٣٢٦) قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاري ومسلم.