[ (٢) ] هو الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ القرشيّ الأمويّ، عم عثمان بن عفان، أبو مروان بن الحكم، كان من مسلمة الفتح، وأخرجه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من المدينة، وطرده عنها، فنزل الطائف، وخرج معه ابنه مروان. وقيل: إن مروان ولد بالطائف، فلم يزل الحكم بالطائف إلى أن ولى عثمان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فرده عثمان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- إلى المدينة، وبقي بها، وتوفي في آخر خلافة عثمان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قبل القيام على عثمان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بأشهر فيما أحسب. واختلف في السبب الموجب لنفى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إياه، فقيل: كان يتحيل ويستخفي ويتسمّع ما يسّره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى كبار الصحابة في مشركي قريش وسائر الكفار والمنافقين، فكان يفشي ذلك عنه حتى ظهر ذلك عليه. وكان يحكيه في مشيته وبعض حركاته، إلى أمور غيرها كرهت ذكرها. ذكروا أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا مشي يتكفأ، وكان الحكم بن أبي العاص يحكيه، فالتفت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوما فرآه يفعل ذلك، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: فكذلك فلتكن، فكان الحكم مختلجا يرتعش من يومئذ. فعيره عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، فقال في عبد الرحمن بن الحكم يهجوه: إن اللعين أبوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلجا مجنونا يمشي خميص البطن من عمل التقى ... ويظل من عمل الخبيث بطينا فأما قوم عبد الرحمن بن حسان: «إن اللعين أبوك» ، فروى عن عائشة من طرق ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره أنها قالت لمروان إذ قال في أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- لما امتنع من