وجاء في (ديوان حسان بن ثابت) : وكان ابن أبيرق طرح الدرعين في منزل يهودي ليبرأ منهما ويؤخذ بهما اليهوديّ، فلما أنزل اللَّه تعالى: وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً، فرق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من أن يقيم عليه الحد، فلحق بمكة، فنزل على سلافة بنت سعد بن شهيد الأنصارية وهي أم بني طلحة بن بني طلحة كلهم إلا الحارث بن طلحة، وقتل بنوها كلهم بأحد كفارا إلا عثمان بن طلحة، ومنه أخذ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مفتاح الكعبة ثم رده عليه، فقتل مسافع وكلاب والجلاس بنو طلحة يوم أحد، ومكث ابن أبيرق عند السلافة، فبلغ ذلك حسان، فهو قوله: ما سارق الدرعين إن كنت ذاكرا ... بذي كرم من الرجال أوادعه. وقد أنزلته بنت سعد فأصبحت ... ينازعها جلد استها وتنازعه. فهلا أسيدا جئت جارك راغبا ... إليه ولم تعمد له فترافعه. ظننتم بأن يخفى الّذي قد صنعتم ... وفينا نبيّ عنده الحكم واضعه. فلولا رجال منكم أن يسوءهم ... هجاى لقد حلت عليكم وطولعه. فإن تذكروا كعبا إذا ما نسيتم ... فهل من أديم ليس فيه أكارعه. هم الرأس والأذناب في الناس أنتم ... ولم تك إلا في الرءوس مسامعه. يريد بذلك بني عبد الدار. يقول: فإن انتسبتم إلي كعب بن لؤيّ فأنتم أكارع لستم فيه برءوس. كما يتضح ذلك في البيت السادس. (ديوان حسان بن ثابت) : ٢٨٥- ٢٨٦، مختصرا. [ (٢) ] هو الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. قال أبو حاتم: شهد غزوة بني النضير، وله ذكر، وليست له رواية. وقال أبو عمر بن عبد البر: هو ولد أبى جبيرة بن الضحاك، شهد أحدا، وعاش إلى خلافة عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-. قال ابن سعد: كان مغموصا عليه، وهو الّذي تنازع هو ومحمد بن مسلمة في الساقية، فترافعا إلى عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فقال لمحمد: ليمرن بها ولو على بطنك. وقال ابن شاهين: سمعت ابن أبي داود يقول: هو الّذي قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عنه: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة ذو مسحة من جمال، زنته يوم القيامة زنة أحد. فاطلع الضحاك بن خليفة، قال: وهو الّذي اشترى نفسه من ربه بماله الّذي يدعى مال الضحاك بالمدينة.