قوله: (وذلك علامة أجلك) ف] رواية ابن سعد (فهو آيتك في الموت) وفي الباب الّذي قبله: (أجل أو مثل ضرب لمحمد، نعيت إليه نفسه) ووهم عطاء بن السائب فروى هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت إذا جاء نصر اللَّه والفتح قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: نعيت إلي نفسي) أخرجه بن مردويه من طريقه، والصواب رواية حبيب بن ثابت التي في الباب الّذي قبله بلفظ (نعيت إليه نفسه) وللطبراني من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: (لما نزلت إذا جاء نصر اللَّه والفتح ونعيت إلي نفسه) فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة) ، ولأحمد من طريق أبي رزين عن ابن عباس قال: (لما نزلت علم أن نعيت إليه نفسه) ولأبي يعلي من حديث ابن عمر (نزلت هذه السورة في أوسط أيام التشريق في حجة الوداع، فعرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه الوداع) . وسئلت عن قول الكشاف: إن سورة النصر نزلت في حجة الوداع أيام التشريق، فكيف صدرت بإذا الدالة على الاستقبال؟، فأجبت بضعف ما نقله، وعلى تقدير صحته فالشروط لم يكتمل بالفتح، لان مجيء الناس أفواجا لم يكن كمل، فبقية الشرط مستقبل. وقد أورد الطيبي السؤال وأجاب بجوابين: أحدهما: أن (إذ) قد ترد بمعنى (إذا) كما في قوله تعالى: (وإذا رأوا تجارة) الآية. ثانيهما: أن كلام اللَّه قديم، وفي كل من الجوابين نظر لا يخفى. قوله: (إلا ما تقول) في غزوة الفتح (إلا ما تعلم) زاد أحمد وسعيد بن منصور في روايتهما عن هشيم عن أبي بشر في هذا الحديث في أخره (فقال عمر: كيف تلومونني على حب ما ترون) ووقع في رواية ابن سعد أنه سألهم حينئذ عن ليلة القدر، وذكر جواب ابن عباس واستنباطه وتصويب عمر قوله، وقد تقدمت لابن عباس مع عمر قصة أخرى في أواخر سورة البقرة، لكن أجابوا فيها بقولهم: اللَّه أعلم، فقال عمر: قولوا: نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء، الحديث. وفيه فضيلة ظاهرة لابن عباس وتأثير لإجابة دعوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يعلمه اللَّه التأويل ويفقهه في الدين، كما تقدم في كتاب العلم. وفيه جواز تحديث المرء عن نفسه بمثل هذا لإظهار نعمة اللَّه عليه، وإعلام من لا يعرف قدره لينزله منزلته، وغير ذلك من المقاصد الصالحة، لا للمفاخرة والمباهاة وفيه جواز تأويل