[ (١) ] (فتح الباري) : ٧/ ٢٨٧، كتاب مناقب الأنصار، باب (٤٥) هجرة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، حديث رقم (٣٩٠٤) قوله: (باب هجرة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة) صلى اللَّه عليه وسلّم جاء عن ابن عباس أنه أذن له في الهجرة إلى المدينة بقوله تعالى: وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً أخرجه الترمذي وصححه هو والحاكم، وذكر الحاكم أن خروجه صلى اللَّه عليه وسلّم من مكة كان بعد بيعة العقبة بثلاثة أشهر أو قريبا منها، وجزم ابن إسحاق بأنه خرج أول يوم من ربيع الأول، فعلى هذا يكون بعد البيعة بشهرين وبضعة عشر يوما. وكذا جزم به الأموي في المغازي عن ابن إسحاق فقال: كان مخرجه من مكة بعد العقبة بشهرين وليال، قال: خرج لهلال ربيع الأول وقدم لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. قلت: وعليّ خرج يوم الخميس، وأما أصحابه فتوجه معه منهم أبو بكر الصديق وعامر بن فهيرة، وتوجه قبل ذلك بين العقبتين جماعة منهم ابن أم مكتوم، ويقال: إن أول من هاجر إلى المدينة أبو سلمة بن عبد الأشهل المخزومي زوج أم سلمة، وذلك أنه أوذي لما رجع من الحبشة، فعزم على الرجوع إليها فبلغه قصة الأثنى من الأنصار فتوجه إلى المدينة، ذكر ذلك ابن إسحاق، وأسند عن أم سلمة أن أبا سلمة أخذها معه فردها قومها فسبوها سنة، ثم انطلقت فتوجهت في قصة طويلة وفيها «فقدم أبو سلمة المدينة بكرة، وقدم بعده عامر بن ربيعة حليف بني عدي عشية» ثم توجه مصعب بن عمير كما تقدم آنفا ليفقه من أسلم من الأنصار، ثم كان أول من هاجر بعد بيعة العقبة عامر بن ربيعة حليف بني عدي على ما ذكر ابن إسحاق، وسيأتي ما يخالفه في الباب الّذي يليه وهو قول البراد: «أول من قدم علينا من المهاجرين» .