للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرج النسائي من حديث محمد بن مسلمة، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: رجع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من جنازة وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وا رأساه فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم أنا وا رأساه، ثم قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: وما ضرك لو مت قبلك فغسلتك وكفنتك وصليت عليك، ثم دفنتك، قالت: لكأنّي بك لو فعلت ذلك ثم رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك! فتبسم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثم بدئ في مرضه الّذي مات فيه.

وخرجه أيضا من طريق محمد بن مسلمة عن بن إسحاق عن يعقوب عن الزهري، وعن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن عروة ابن الزبير، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: رجع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وا رأساه قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: بل أنا يا عائشة وا رأساه. ثم قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: واللَّه ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنك وصليت عليك ثم دفنتك؟

قالت: لكأنّي بك واللَّه لو فعلت ذلك قد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك فتبسم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ثم بدئ بوجعه الّذي مات به، يعنى فيه. ورواه من حديث إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: دخل علي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم


[ () ] قوله: (باب ما رخص للمريض أن يقول إني وجع أو وا رأساه أو اشتد الوجع، وقول أيوب عليه السلام:
مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. أما قوله «إني وجع» فترجم به في كتاب الأدب المفرد وأورده فيه من طريق هشام بن عروة عن أبيه قال: «دخلت أنا وعبد اللَّه بن الزبير على أسماء- يعني بنت أبي بكر وهي أمهما- وأسماء وجعة، فقال لها عبد اللَّه: كيف تجدينك؟ قالت: وجعت» الحديث، وأصرح منه ما روى صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال «دخلت على أبي بكر رضي اللَّه عنه في مرضه الّذي توفي فيه، فسلمت عليه وسألته: كيف أصبحت؟ فاستوى جالسا فقلت: أصبحت بحمد اللَّه بارئا؟ قال: أما إني على ما ترى وجع» فذكر القصة، أخرجه الطبراني.
وأما قوله: «وا رأساه» فصريح في حديث عائشة المذكور في الباب، وأما قوله «اشتد بي الوجع فهو في حديث سعد الّذي في آخر الباب، وأما قول أيوب عليه السلام فاعترض ابن التين ذكره في الترجمة فقال: هذا لا يناسب التبويب، لأن أيوب إنما قاله داعيا ولم يذكره للمخلوقين. قلت: لعل البخاري.