للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة من حديث ابن أبي ليلى عن أبى الزبير عن جابر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: من استطاع منكم ألا يموت إلا وهو يحسن باللَّه تعالى الظن فليفعل، ثم تلا هذه الآية:

وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ [ (١) ] .

وخرج البيهقي من طريق عيسى بن يونس، عن سليمان التيمي، ومن حديث محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا زهير بن حرب، ومن حديث أبي خثيمة، حدثنا جرير عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: كانت عامة وصية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حين حضره الموت:

الصلاة، وما ملكت أيمانكم، حتى جعل يغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه [ (٢) ] .

وخرجه الحاكم من حديث سليمان التيمي عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- من حديث أبي عوانة عن قتادة، عن شعبة مولى أم سلمة، عن أم سلمة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: كانت عامة وصية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حين حضرته الوفاة:

الصلاة وما ملكت أيمانكم، حتى يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه [ (٣) ] كذا قال.


[ () ] حسن الظن باللَّه تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، قالوا: وفي حالة الصحة يكون خائفا راجيا ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح فإذا دنت أمارات الموت غلب الرجاء أو محضه لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذه الحال، فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى اللَّه تعالى والإذعان له، يؤيده الحديث المذكور بعده: يبعث كل عبد على ما مات عليه، ولهذا أعقبه مسلم للحديث الأول: قال العلماء: معناه يبعث على الحالة التي مات عليها، ومثله الحديث الآخر بعده ثم بعثوا على نياتهم.
[ (١) ] فصلت: ٢٣.
[ (٢) ] (دلائل البيهقي) : ٧/ ٢٠٥.
[ (٣) ] (سنن ابن ماجة) : ٢/ ٩٠٠- ٩٠١، كتاب الوصايا، باب (٢) هل أوصى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟
حديث رقم (٢٦٩٧) ، وإسناده صحيح وأخرجه أيضا الإمام أحمد في (المسند) : ٣/ ٥٦٤. حديث رقم (١١٧٥٩) ، من مسند أنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- ٧/ ٤٤٥، حديث رقم (٢٦١٤٤) من حديث أم سلمة زوج النبي صلى اللَّه عليه وسلم.