للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن عذلتك عاذلة فولي: ... علام وفيم، ويحك! تعذليني؟

على نور البلاد معا جميعا ... رسول اللَّه أحمد فاتركيني

فإلا تقصري بالعذل عني، ... فلومي ما بدا لك أو دعيني!

لأمر هدني وأذل ركني، ... وشيب بعد جدتها قروني!

وقالت أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

ألا يا رسول اللَّه كنت رجاءنا، ... وكنت بنا برا ولم تك جافيا!

وكنت بنا رءوفا رحيما نبينا، ... ليبك عليك اليوم من كان باكيا!

لعمرك ما أبكي النبي لموته! ... ولكن لهرج كان بعدك آتيا

كان على قلبي لذكر محمد، ... وما خفت من بعد النبي المكاويا

أفاطم صلى اللَّه، رب محمد، ... على جدث أمسى بيثرب ثاويا!

أبا حسن فارقته وتركته ... فبكّ بحزن آخر الدهر شاجيا!

فدى لرسول اللَّه أمي وخالتي ... وعمي ونفسي قصرة ثم خاليا

صبرت وبلغت الرسالة صادقا، ... وقمت صليب الدين أبلج صافيا!

فلو أن رب الناس أبقاك بيننا ... سعدنا، ولكن أمرنا كان ماضيا!

عليك من اللَّه السلام تحية، ... وأدخلت جنات من العدن راضيا!


[ () ] فقام أبو لهب في نصرته، وبلغ أروي، فقالت: إن خير أيامه نصر ابن خاله، فقيل لأبي لهب: إن أروى صبت، فدخل عليها يعاتبها، فقالت: قم دون ابن أخيك، فإنه إن يظهر كنت بالخيار، وإلا كنت قد أعذرت في ابن أخيك، فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ إنه جاء بدين محدث. قال ابن سعد: ويقال إن أروى قالت:
إن طليبا نصر ابن خاله ... واساه في ذي دمه وماله.
وذكر محمد بن سعد أن أروى هذه رثت النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأنشد لها من أبيات:
ألا يا رسول اللَّه كنت رجاءنا ... وكنت بنا برا ولم تك جافيا
كأن على قلبي لذكر محمد ... وما جمعت بعد النبي المجاويا
(الإصابة) : ٧/ ٤٨٠- ٤٨١، ترجمة رقم (١٠٧٨٥) .