للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: لأربع وعشرين ليلة مضت منه، وله من العمر أربعون سنة. وهذا مروي عن عبد اللَّه بن عباس [ (١) ] ، ...


[ (١) ] هو عبد اللَّه بن عباس، حبر الأمّة وفقيه العصر، وإمام التفسير، ابن عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: العباس ابن عبد المطلب شيبة بن هاشم، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤيّ بن غالب بن فهر القرشيّ الهاشميّ المكيّ الأمير رضي اللَّه عنه.
مولده بشعب بني هاشم، قبل عام الهجرة بثلاث سنين. صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نحوا من ثلاثين شهرا، وحدّث عنه بجملة صالحة، وعن عمر، وعليّ، ومعاذ، ووالده، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي سفيان صخر بن حرب، وأبي ذر، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وخلق.
وقرأ على أبيّ، وزيد. قرأ عليه مجاهد، وسعيد بن جبير، وطائفة. روى عنه ابنه عليّ، وابن أخيه عبد اللَّه بن معبد، ومواليه، عكرمة، ومقسم، وكريب، وأنس بن مالك، وطاووس، وخلق سواهم.
وكان وسيما جميلا، مديد القامة، مهيبا، كامل العقل، ذكيّ النفس، من رجال الكمال.
انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صحّ عنه أنه قال:
كنت أنا وأمي من المستضعفين، أنا من الولدان، وأمي من النساء.
عن عكرمة، عن ابن عباس قال: مسح النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم رأسي، ودعا لي بالحكمة. قال الزبير بن بكّار:
توفي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ولابن عباس ثلاث عشرة سنة. قال أبو سعيد بن يونس: غزا ابن عباس إفريقية مع ابن أبي سرح، وروى من أهل مصر خمسة عشر نفسا.
قال ابن عباس: «ضمني النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى صدره وقال: اللَّهمّ علّمه الحكمة» ،
والحكمة: الإصابة في غير النبوة، وفي لفظ: «علّمه الكتاب» ، وهو يؤيد من فسّر الحكمة هنا بالقرآن.
واختلف في المراد بالحكمة هنا، فقيل: الإصابة في القول، وقيل: الفهم عن اللَّه، وقيل: ما يشهد العقل بصحته، وقيل: نور يفرق بين الإلهام والوسواس، وقيل: سرعة الجواب بالصواب، وقيل غير ذلك. وكان ابن عباس من أعلم الناس بتفسير القرآن.
وروى أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه، عن ابن عمر قال: «هو أعلم الناس بما أنزل اللَّه على محمد» .
وقال مجاهد: ما رأيت أحدا قطّ مثل ابن عبّاس، لقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة. ومسندة ألف وستمائة وستون حديثا، وله من ذلك في الصحيحين خمسة وسبعون. وتفرّد البخاري له بمائة وعشرين حديثا، وتفرّد مسلم بتسعة أحاديث. توفّي ابن عباس سنة ثمان أو سبع وستين، وعاش إحدى وسبعين سنة.
* سير أعلام النبلاء: ٣/ ٣٣١- ٣٥٩، التاريخ الكبير: ٥/ ٣، التاريخ الصغير: ١/ ٢٦، الجرح والتعديل: ٥/ ١١٦، المستدرك: ٣/ ٥٣٣، حلية الأولياء: ١/ ٣١٤، جمهرة أنساب العرب: ١٩، ٢٠، تاريخ بغداد: ١/ ١٧٣، جامع الأصول: ٩/ ٦٣، تهذيب الأسماء واللغات: ١/ ٢٧٤، وفيات الأعيان: ٣/ ٦٢- ٦٤، خلاصة تذهيب الكمال: ٢/ ٦٩، تاريخ الصحابة: ١٤٨، ١٤٩، أسماء الصحابة الرواة: ٤٠، فتح الباري: ج ٧ ص ١٢٥، ١٢٦ باب ذكر ابن عباس رضي اللَّه عنهما، حديث رقم ٣٧٥٦.