من الطلقاء الذين حسن إسلامهم. وقد قدم المدينة في فداء الأسارى من قومه، وكان موصوفا بالحلم ونبل الرأي كأبيه. وكان أبوه هو الّذي قام في نقض صحيفة القطيعة، وكان يحنو على أهل الشّعب، ويصلهم في السر، ولذلك يقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم بدر: «لو كان المطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء النّتنى لتركتهم له» . وهو الّذي أجار النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حين رجع من الطائف حتى طاف بعمرة، ثم كان جبير شريفا مطاعا، وله رواية أحاديث. ووفد على معاوية في أيامه. توفي جبير بن مطعم سنة ثمان وخمسين على خلاف في ذلك. * سير أعلام النبلاء: ٣/ ٩٥- ٩٩، التاريخ الكبير: ٢/ ٢٢٣، المعارف: ٤٨٥، الجرح والتعديل: ٢/ ٥١٢، جمهرة أنساب العرب: ١١٦، تهذيب الأسماء واللغات: ١/ ١٤٦، مرآة الجنان: ١/ ١٢٧، خلاصة تذهيب الكمال: ١/ ١٦١، شذرات الذهب: ١/ ٦٤، صحيح البخاري، كتاب الخمس، باب ما منّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على الأسارى من غير أن يخمس، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم ابن عديّ حيا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له» حديث رقم ٣١٣٩ (فتح الباري ج ٦ ص ٢٩٨، ٢٩٩) . وهو في (مسند الحميدي) رقم ٥٥٨، وفي (صحيح سنن أبي داود) للألباني رقم ٢٣٣٨ ج ٢ ص ١٢. [ (٢) ] هو قباث بن أشيم بن عامر بن الملوح بن يعمر وهو الشدّاخ بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، شهد بدرا مع المشركين، وكان له فيها ذكر، ثم أسلم بعد ذلك، وشهد مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعض المشاهد، وكان على مجنّبة أبي عبيدة بن الجراح يوم اليرموك، ونزل الشام بعد ذلك. روى عنه عامر بن زياد الليثي، وأبو الحويرث، فرواية عامر عنه مرفوعة في فضل صلاة الجماعة، أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني أبو خالد الرّحبيّ، يعني ثور بن يزيد، عن ابن سيف الكلاعي عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث بن أشيم الليثي أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «صلاة رجلين يؤمّ أحدهما صاحبه أزكى عند اللَّه من صلاة ثمانية تترى، وصلاة أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند اللَّه من صلاة مائة تترى، قال ابن شعيب: فقلت لأبي خالد: ما تترى؟ قال: متفرقين. وأما أبو الحويرث فإنه قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم الكناني ثم الليثي: يا قباث أنت أكبر أم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ فقال: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أكبر مني وأنا أسنّ منه، ولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عام الفيل، ووقفت بي أمي على روث الفيل محيلا أعقله، وتنبأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على رأس أربعين من الفيل» . قال البخاري وابن أبي حاتم: قباث بن أشيم له صحبة. وأخرج أبو نعيم في (الدلائل) قصة إسلامه بعد الخندق مطولة، وفيها علم من أعلام النبوة. وحديث: «صلاة رجلين..» : أخرجه البخاري في التاريخ الكبير. وحديث أبي الحويرث، فأورده