للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: بعث وله من العمر ثلاث وأربعون سنة، وقيل: أربعون ويوم [ (١) ] ، وقيل: وعشرة أيام وقيل: وشهرين [ (٢) ] ، وقال ابن شهاب: بعث على رأس خمس عشرة سنة من بنيان الكعبة، فكان بين مبعثه وبين الفيل سبعون سنة.

قال إبراهيم بن المنذر: هذا وهم لا يشك فيه أحد من علمائنا، وذلك أن


[ () ] ولما قدم الحجاج العراق أرسل إلى أنس فقال: يا أبا حمزة، إنك قد صحبت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ورأيت من عمله وسيرته ومنهاجه، فهذا خاتمي، فليكن في يدك، فأرى برأيك، ولا أعمل شيئا إلا بأمرك.
فقال له أنس: أنا شيخ كبير، قد ضعفت ورققت، وليس في اليوم ذاك. فقال: قد علمت، لفلان وفلان، فأبالي أنا؟ فانظر إن كان في بنيك ممّن تثق بدينه وأمانته وعقله! قال ما في بنيّ من أثق لك به! وكثر الكلام بينهما.
وقال الحجاج يوما من جملة كلام: لقد عبت فما تركت شيئا، ولولا خدمتك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وكتاب أمير المؤمنين لكان لي ولك شأن من الشأن، فقال أنس: هيهات! إني لما خدمت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم علمني كلمات لا يضرّني معهنّ عتوّ جبّار، فقال له الحجاج: يا عمّاه لو علمتنيهنّ! فقال أنس: لست لذلك بأهل، فدسّ إليه الحجاج ابنه محمدا، ومعه مائتي ألف درهم، ومات الحجاج قبل أن يظفر بالكلمات.
وقال أنس: دفنت من صلبي مائة ولد، وإنّ نخلي ليثمر في السنة مرتين، وعشت حتى استحييت من أهلي وأنا أرجو الرابعة- المغفرة- لأن
النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: اللَّهمّ أكثر ماله، وولده، وأطل عمره، واغفر له ذنبه، وبارك له فيما أعطيته.
وقال ابن سعد: كان يصلي حتى تتفطّر رجلاه دما، وكان مجاب الدعوة، يدعو فينزل الغيث، وكان إذا أراد أن يختم القرآن جمع أهله وعياله وولده، فيختم بحضرتهم.
بلغ مائة وثلاث سنين، وتوفّي على الصحيح سنة ثلاث وتسعين للهجرة.
* مرآة الجنان: ١/ ١٨٢، البداية والنهاية: ص ١٣١ من الفهارس (فهرس الوفيات) ، تهذيب التهذيب: ١/ ٣٢٩- ٣٣١، الإصابة: ١/ ١٢٦- ١٢٩، خلاصة تذهيب الكمال:
١/ ١٠٥، شذرات الذهب: ١/ ١٠٠- ١٠١، الثقات: ٣/ ٤، أسماء الصحابة الرواة: ٣٩، تلقيح الفهوم: ٣٦٣، تاريخ الصحابة: ٢٨- ٢٩، صفة الصفوة: ١/ ٣٦١- ٣٦٢، الإعلام بوفيات الأعلام: ٥١، الوافي بالوفيات: ٩/ ٤١١- ٤١٦، سير أعلام النبلاء:
٣/ ٣٩٥- ٤٠٦، طبقات ابن سعد: ٧/ ١٧- ٢٦، التاريخ الكبير: ٢/ ٢٧، التاريخ الصغير:
١/ ٢٠٩، المعارف: ٣٠٨، الجرح والتعديل: ٢/ ٢٨٦، المستدرك: ٣/ ٥٧٣، الاستيعاب:
١/ ١٠٩- ١١١، جامع الأصول: ٩/ ٨٨، تهذيب الأسماء واللغات: ١/ ١٢٧.
[ (١) ] في (خ) «ويوما» والرفع أصح للعطف على نائب الفاعل.
[ (٢) ] في ابن هشام: نقلا عن ابن إسحاق «أربعين سنة» ج ١ ص ٢١٦ وفي (البداية والنهاية) «أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين، فكان يعلمه الكلمة والشيء، ولم ينزل القرآن، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل، فنزل القرآن على لسانه، (ج ٣ ص ٤) .