وقوله: «فمن وافق خطه» فذلك يشبه أن يكون أراد به الزجر عنه وترك التعاطي له إذا كانوا لا يصادفون معنى خط ذلك النبي لأنه خطه كان علما لنبوته» وقد انقطعت نبوته فذهبت معالمها. قوله: «آسف كما يأسفون» معناه: أغضب كما يغضبون، ومن هذا قوله تعالى: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ. وأما قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: أعتقها فإنّها مؤمنة، ولم يكن ظهر له من إيمانها أكثر من قوله حين سألها: أين اللَّه، فقالت: في السماء وسألها: من أنا فقالت: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. فإن هذا السؤال عن أمارة الإيمان، وسمة أهله، وليس بسؤال عن أصل الإيمان وصفته وحقيقته، ولو أن كافرا يريد الانتقال من الكفر إلى دين الإسلام فوصف من الإيمان هذا القدر الّذي تكلمت به الجارية لم يصر به مسلما حتى يشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ويتبرأ من دينه الّذي كان يعتقده. (معالم السنن) .