وقال السنديّ: وحقيقته بالنظر إلى قلب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لا تدري، وإن قدره صلّى اللَّه عليه وسلّم أجلّ وأعظم مما يخطر في كثير من الأوهام، فالتفويض في مثله أحسن، نعم القدر المقصود بالإفهام مفهوم، وهو أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يحصل له حالة داعية إلي الاستغفار، فيستغفر كل يوم مائة مرة، فكيف غيره. واللَّه أعلم. (المرجع السابق) . (مسند أحمد) : ج ٥ ص ٢٤٢، حديث رقم (١٧٣٩٢) ، وقال فيه: فإنّي أستغفر اللَّه» ، وحديث رقم (١٧٣٩٣) ، وقال فيه: «حتى أستغفر اللَّه» . كلاهما من حديث الأغرّ المزنيّ رضى اللَّه تعالى عنه. (السنن الكبرى للبيقهي) : ج ٧ ص ٥٢ باب: كان يغان على قلبه، فيستغفر اللَّه ويتوب إليه في اليوم مائة مرة. (إتحاف السادة المتقين) : ج ٥ ص ٢٨٤، كتاب الأذكار والدعوات، الباب الثاني: قوله: «إنه ليغان على قلبي» ، الغين: شيء رقيق من الصدأ يغشى القلب فيغطيه بعض التغطية، وهو كالغيم الرقيق الّذي يعرض في الهواء، فال يحجب الشمس، لكنه يمنع ضوءها. والمزني، له صحبه، روى عنه معاوية ابن قرة، وأبو بردة. (المرجع السابق) . (جامع الأصول) : ج ٤ ص ٣٨٦، حديث رقم (٢٤٤٣) ، قوله: «ليغان على قلبي» ، أي ليغطي ويغشى، والمراد به: السهو، لأنه كان لا يزال في مزيد من الذكر والقربة، ودوام المراقبة، فإذا سها عن شيء منها في بعض الأوقات، أو نسي، عدّه ذنبا على نفسه، ففزع إلى الاستغفار. (المرجع السابق) . (كنز العمال) : ج ١ ص ٤٧٦) ، حديث رقم (٢٠٧٥) . [ (١) ] (مسلم بشرح النووي) ج ١٧ ص ٢٧، حديث رقم (٤٢- ( ... )) ، وقوله: «يا أيها الناس توبوا إلى اللَّه فإنّي أتوب في اليوم مائة مرة» ، هذا الأمر بالتوبة موافق لقوله تعالى وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً، (آية ٣١/ النور) ، (آية ٨/ التحريم) على الترتيب. وقد سبق في الباب قبله بيان سبب استغفاره وتوبته صلّى اللَّه عليه وسلّم، ونحن إلى الاستغفار والتوبة أحوج. قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: للتوبة ثلاثة شروط: أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها،