للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أذني، فو اللَّه ما أيقظني إلا مسّ الشمس، فرجعت إلى صاحبي فقال:

ما فعلت؟ فقلت: لا شيء ثم أخبرته الخبر، فو اللَّه ما هممت ولا عدت بعدها لشيء من ذلك حتى أكرمني اللَّه بنبوته [ (١) ] .

وخرجه الحاكم [ (٢) ] بنحوه وقال: حديث صحيح على شرط مسلم.

وخرج الحافظ أبو نعيم من حديث مسعر بن كدام [ (٣) ] عن العباس بن ذريح [ (٤) ] الكلبي عن زياد بن عبد اللَّه النخعي قال: حدثني عمار بن ياسر رضي اللَّه عنه أنهم قالوا: يا رسول اللَّه، هل أتيت في الجاهلية من النساء شيئا؟ قال: لا، وقد كنت منه على ميعادين، أما أحدهما فغلبتني عيناي، وأما الآخر فحال بيني وبينهم سامر قوم [ (٥) ] .


[ (١) ] (عيون الأثر) : ١/ ٤٤- ٤٥، (دلائل النبوة للبيهقي) : ٢/ ٣٣- ٣٤، (دلائل النبوة لأبي نعيم) : ١/ ١٨٦، حديث رقم (١٢٨) ، أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة، وابن إسحاق، والبزار، والبيهقي، وأبو نعيم، وابن عساكر، كلهم عن علي بن أبي طالب. وقال ابن حجر: إسناده حسن متصل، ورجاله ثقات، والحاكم في (المستدرك) : ٤/ ٢٧٢، حديث رقم (٧٦١٩/ ١٩) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم. وقال في التلخيص: على شرط مسلم.
[ (٢) ] في (خ) «الحاكم بن نحوه» .
[ (٣) ] في (خ) «مسعد بن لرام» وما أثبتناه من (تهذيب التهذيب) ج ١٠ ص ١٠٢ ترجمة رقم ٢١٠.
[ (٤) ] (خ) «موبح» وما أثبتناه من (تهذيب التهذيب) ج ٥ ص ١١٦ ترجمة رقم ٢٠٢، قال ابن معين:
ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطنيّ: ثقة.
[ (٥) ] لم أجده، ويؤيّد
بحديث: «ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به إلا مرتين في الدهر» .
وفي (الدلائل) للبيهقي: أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة، عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، يقول: «ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين، كلتاهما عصمني اللَّه تعالى ... » وذكر باقي الحديث بنحوه. إحداهما المذكورة بقوله: «ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به إلا مرتين الدهر، كلتاهما يعصمني اللَّه عزّ وجل منهما» (دلائل أبي نعيم) : ١٨٦، حديث رقم (١٢٨) .
والسياقة الأخرى بقوله «ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين، كلتاهما عصمني اللَّه تعالى فيهما» (دلائل البيهقي) : ٢/ ٣٣.
وقال في (الإحسان) : إسناده حسن، ومحمد ابن إسحاق روى له البخاري تعليقا، ومسلم متابعة، وهو صدوق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة، فقد روى عنه جمع، وذكره المؤلف في الثقات ٧/ ٣٨٠، وله ترجمة عند ابن أبي حاتم ٧/ ٣٠٣، والبخاري في التاريخ الكبير ٩/ ١٣٠، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكر صاحب (الكمال) : أن الشيخين