قطن قطونا: أقام، وفلانا خدمه فهو قاطن، والجمع قطان، وقاطنة، وقطين، وقطين اللَّه، على حذف المضاف، أي سكان بيت اللَّه. قال أبو عيسى: هذا الحديث حسن صحيح. ومعنى الحديث: أن أهل مكة كانوا لا يخرجون من الحرم، وعرفات خارج من الحرم، فأهل مكة كانوا يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن قطين اللَّه، يعني سكان اللَّه، ومن سوى أهل مكة كانوا يقفون بعرفات، فأنزل اللَّه تعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ (المرجع السابق) : ٥٣٣. [ (٢) ] (البداية والنهاية) : ٢/ ٣٥٢، و (دلائل البيهقي) : ٢/ ٣٧، وقال البيهقي: قوله: «على دين قومه» معناه: على ما كان قد بقي فيهم من إرث إبراهيم وإسماعيل، في حجّهم، ومناكحهم، وبيوعهم، دون الشرك، فإنه لم يشرك باللَّه قط. وما بين القوسين زيادة من المرجعين السابقين. [ (٣) ] (فتح الباري) : ٣/ ٦٥٧، كتاب الحج، باب الوقوف بعرفة، حديث رقم (١٦٦٤) ، قال الكرماني: وقفة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعرفة كانت سنة عشر، وكان جبير حينئذ مسلما لأنه أسلم يوم الفتح فإن كان سؤاله عنه إنكارا وتعجبا، فلعله لم يبلغه نزول قوله تعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ، وإن كان للاستفهام عن حكمة المخالفة عما كانت عليه الحمس فلا إشكال، ويحتمل أن يكون لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وقفة بعرفة قبل الهجرة. (المرجع السابق) . وفي (البداية والنهاية) : ٢/ ٣٥٢: ويفهم من قوله هذا أيضا أنه كان يقف بعرفات قبل الوحي إليه، وهذا توفيق من اللَّه له. وخرجه الإمام أحمد من حديث جبير بن مطعم قال: «حدثنا عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم الأنصاري، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، عن عمه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه جبير قال: «رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل أن ينزل عليه، وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس حتى يدفع معهم منها، توفيقا من اللَّه له» . (مسند أحمد) : ٥/ ٣٨، حديث رقم (١٦٣١٦) .