للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنا نائم [ (١) ] بنمط من ديباج فيه كتاب [ (٢) ] ، فقال: اقرأ، قلت: ما أقرأ [ (٣) ] قال:

فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أقرأ [ (٣) ] ، فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أقرأ [ (٣) ] ، قال: فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ماذا أقرأ؟ ما أقول ذلك إلا [لأفتدي] [ (٤) ] منه أن يعود لي بمثل ما صنع فيّ، قال: اقْرَأْ بِاسْمِ [ (٥) ] رَبِّكَ


[ (١) ] ليس ذكر النوم في حديث عائشة ولا غيرها، بل في حديث عروة عن عائشة ما يدل ظاهره على أن نزول جبريل نزل بسورة اقْرَأْ كان في اليقظة، لأنها قالت في أول الحديث: «أول ما بدئ به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح: ثم حبّب اللَّه إليه الخلاء- إلى قولها- حتى جاءه الحق وهو بغار حراء، فجاءه جبريل» .
فذكرت في هذا الحديث أن الرؤيا كانت قبل نزول جبريل على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بالقرآن، وقد يمكن الجمع بين الحديثين بأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم جاءه جبريل في المنام قبل أن يأتيه في اليقظة توطئة وتيسيرا عليه ورفقا به، لأن أمر النبوة عظيم، وعبؤها ثقيل، والبشر ضعيف.
وقد ثبت بالطرق الصحاح عن عامر الشعبي أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وكل به إسرافيل، فكان يتراءى له ثلاث سنين، ويأتيه بالكلمة من الوحي والشيء، ثم وكل به جبريل، فجاءه بالقرآن والوحي، فعلى هذا كان نزول الوحي عليه صلّى اللَّه عليه وسلّم في أحوال مختلفة، سيأتي شرحها مفصلا. (المرجع السابق) :
هامش ص ٧٠.
[ (٢) ] فيه دليل وإشارة إلى أن هذا الكتاب يفتح على أمّته ملك الأعاجم، ويسلبونهم الديباج والحرير الّذي كان زينهم وزينتهم، وبه أيضا ينال ملك الآخرة، ولباس الجنة، وهو الحرير والديباج. (المرجع السابق) هامش ص ٧١.
[ (٣) ]
قوله: «ما أنا بقارئ»
- على إحدى الروايات- أني أمّي فلا أقرأ الكتب، قالها ثلاثا، فقيل له:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، أي: إنك لا تقرءوه بحولك، ولا بصفة نفسك، ولا بمعرفتك، ولكن اقرأ مفتتحا باسم ربك، مستعينا به، فهو يعلمك كما خلقك، وكما نزع عنك علق الدم، ومغمز الشيطان بعد ما خلق فيك، كما خلقه في كل إنسان.
أما على رواية
«ما أقرأ» ،
يحتمل أن تكون «ما» استفهاما، يريد أي شيء أقرأ؟ ويحتمل أن تكون نفيا، ورواية البخاري ومسلم تدل على أنه أراد النفي، أي ما أحسن أن أقرأ، كما تقدم من قوله: «ما أنا بقارئ» . (المرجع السابق) .
[ (٤) ] في رواية ابن إسحاق: «ما أقول ذلك إلا افتداء منه» .
[ (٥) ] في قوله: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ من الفقه: وجوب استفتاح القراءة ببسم اللَّه الرحمن الرحيم، غير أنه أمر مبهم لم يبين له بأي اسم من أسماء ربه يفتتح، حتى جاء البيان بعد في قوله: بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها [الآية ٤١/ هود] ، ثم قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [الآية ٣٠/ النمل] ، ثم كان بعد ذلك ينزل جبريل عليه ببسم اللَّه الرحمن الرحيم مع كل سورة، على بعض الآراء. (المرجع السابق) .