للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن، وقال ابن عبد البر:

لا يوجد هذا اللفظ (وقت الأنبياء قبلك) إلا في هذا الإسناد، وتكلم بعض الناس في إسناد حديث ابن عباس هذا بكلام لا وجه له، ورواته كلهم معروفو [ (١) ] النسب، مشهورون [ (٢) ] في العلم.

وقد خرجه أبو داود [ (٣) ] وغيره، وذكره عبد الرزاق عن الثوري، وابن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن الحرث بإسناده مثل رواية وكيع وأبي نعيم، وذكره عبد الرزاق عن العمري عن عمر بن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن ابن عباس نحوه.

وأما حديث جابر رضي اللَّه عنه [ (٤) ] فذكره من طريق أحمد بن زهير: حدثنا أحمد ابن الحجاج، ومن طريق النسائي [ (٥) ] : حدثنا سويد بن نصر قالا: حدثنا ابن المبارك قال: أخبرني حسين بن علي بن حسين قال: أخبرني وهب بن كيسان، حدثنا جابر بن عبد اللَّه قال: جاء جبريل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حين مالت الشمس فقال:

قم يا محمد فصل الظهر، فصلّى الظهر حيث مالت الشمس، ثم مكث حتى إذا


[ () ] إلا لهذه الأمة خاصة، وإن غيرهم قد شاركهم في بعضها. وقد روى أبو داود في حديث العشاء:
أعتموا بهذه الصلاة فإنكم قد فضلتم بها على سائر الأمم، وكذا قال ابن سيد الناس، وقال: يريد في التوسعة عليهم في أن الوقت أولا وآخرا، لا أن الأوقات هي أوقاتهم بعينها. كذا في (قوت المغتذي) .
قوله: «والوقت فيما بين هذين الوقتين» ، قال ابن سيد الناس: يريد هذين وما بينهما، أما إرادته أن الوقتين اللذين أوقع فيهما الصلاة وقت لها، فتبين بفعله، وأما الإعلام ما بينهما أيضا وقت، فبينه قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم.
[ (١) ] في (خ) : «معروف» .
[ (٢) ] في (خ) : «مشهور» .
[ (٣) ] خرّجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب (١) في المواقيت حديث رقم (٣٨٩) ، (عون المعبود) :
٢/ ٤٠.
[ (٤) ] وقال محمد: أصح شيء في المواقيت حديث جابر عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: وحديث جابر في المواقيت قد رواه عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير عن جابر بن عبد اللَّه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، نحو حديث وهب بن كيسان، عن جابر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، (تحفة الأحوذي) : ١/ ٣٩٨، عقب الحديث رقم (١٥٠) .
[ (٥) ] (صحيح سنن النسائي) : ١/ ١١٥- ١١٦، باب (١٧) أول وقت العشاء، حديث رقم (٥١٢) ، باختلاف يسير.