قال القاضي عياض رحمه اللَّه: هذا في القدرية الأول، الذين نفوا تقدم علم اللَّه تعالى بالكائنات، قال: والقائل بهذا كافر بلا خلاف، وهؤلاء الذين ينكرون القدر هم الفلاسفة في الحقيقة. قال غيره: ويجوز أنه لم يرد بهذا الكلام التكفير المخرج من الملة، فيكون من قبيل كفران النعم، إلا أن قوله: ما قبله اللَّه منه، ظاهر في التكفير، فإن إحباط الأعمال إنما يكون بالكفر، إلا أنه يجوز أن يقال في المسلم: لا يقبل عمله لمعصيته وإن كان صحيحا، كما أن الصلاة في الدار المغصوبة صحيحة، غير محوجة إلى القضاء عند جمهور العلماء، بل بإجماع السلف، وهي غير مقبولة، فلا ثواب فيها على المختار عند أصحابنا. واللَّه تعالى أعلم. (مسلم بشرح النووي) : ١/ ٢٥٩، كتاب الإيمان، حديث رقم (١) . [ (١) ] في (خ) : «أخبرني» والتصويب من رواية مسلم. [ (٢) ] زيادة للسياق من رواية مسلم. [ (٣) ] زيادة من (خ) . [ (٤) ] زيادة من رواية مسلم.