للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيره. [قال] [ (١) ] : وسمعت محمد بن بشار يقول: قال أبو الوليد: قال شعبة:

[أخبرنا] [ (١) ] علي بن زيد وكان رفاعا، ولا يعرف لسعيد بن المسيب [عن أنس] [ (٢) ] رواية إلا في هذا الحديث بطوله. وقد روى عباد [بن ميسرة] [ (٣) ] المقبري هذا الحديث عن علي بن زيد عن أنس ولم يذكر فيه عن سعيد بن المسيب، قال أبو عيسى: وذاكرت محمد بن إسماعيل [ولم] [ (٤) ] يعرفه، ولم يعرف لسعيد بن المسيب، عن أنس هذا الحديث ولا غيره، ومات أنس [بن مالك] [ (٥) ] سنة ثلاث وتسعين، ومات سعيد بن المسيب بعده بسنتين، مات سنة خمس وتسعين واللَّه أعلم [ (٦) ] .


[ (١) ] زيادة من (خ) ، وفي (خ) : «حدثنا» وما أثبتناه من صحيح الترمذي.
[ (٢) ] زيادة من صحيح الترمذي.
[ (٣) ] في (خ) : «عباد بن ميسرة المقبري» .
[ (٤) ] في (خ) : «فلم» .
[ (٥) ] تكملة من صحيح الترمذي.
[ (٦) ] والحديث أخرجه الترمذي في (الجامع الصحيح) في أبواب العلم، باب الأخذ بالسنة واجتناب البدعة.
قوله: «قال لي» ، أي وحدي أو مخاطبا لي من بين أصحابي، «يا بني» بضم التاء تصغير ابن، وهو تصغير لطف ومرحمة، ويدل على جواز هذا لمن ليس ابنه، ومعناه اللطف، وأنك عندي بمنزلة ولدي في الشفقة.
قوله: «إن قدرت» ، أي استطعت، والمراد: اجتهد قد ما تقدر «أن تصبح وتمسي» ، أي تدخل في وقت الصباح والمساء، والمراد جميع الليل والنهار «ليس في قلبك» الجملة حال من الفاعل، تنازع فيه الفعلان، أي وليس كائنا في قلبك «غش» بالكسر ضد النصح، الّذي هو إرادة الخير للمنصوح له.
قوله: «لأحد» وهو عام للمؤمن والكافر، فإن نصيحة الكافر أن يجتهد في إيمانه، ويسعى في خلاصه من ورطة الهلاك باليد واللسان، وللتألف بما يقدر عليه من المال. كذا ذكره الطيبي.
قوله: «فافعل» ، جزاء كناية عما سبق في الشرط، أي افعل نصيحتك «وذلك» ، أي خلو القلب من الغش، قال الطيبي: وذلك إشارة إلى أنه رفيع المرتبة أي بعيد التناول «من سنتي» أي طريقتي، «ومن أحيا سنتي» أي أظهرها وأشاعها بالقول أو العمل، «فقد أحياني ومن أحياني» كذا في النسخ الحاضرة من الإحياء في المواضع الثلاثة.
وأورد صاحب المشكاة هذا الحديث نقلا عن الترمذي بلفظ «من أحب سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة» ، ومن الإحباب في المواضع الثلاثة، فالظاهر أنه قد وقع في بعض نسخ الترمذي هكذا، واللَّه تعالى أعلم.
قال محققه: ولعل المقريزي- رحمه اللَّه- قد نقل من إحدى هذه النسخ ذلك اللفظ الّذي حققناه وصوبناه من الرواية الأخرى حسب الهوامش السابقة على متن هذا الحديث.
قوله: «كان معي في الجنة» ، أي معية مقاربة لا معية متحدة في الدرجة، قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ