(٢) المعروف عند المحدثين: أن (الحديث المرسل) هو: ما رواه التابعي عن رسول الله ﷺ قولًا أو فعلًا أو تقريرًا، صغيرًا كان التابعي كالزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري، أو كبيرًا كعبيد الله بن عدي بن الخيار، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن المسيب. والذي اشتهر عند الأصوليين والفقهاء: أن المرسل يشمل المنقطع، وهو ما سقط منه راو واحد قبل التابعي، كما يشمل المعضل وهو ما سقط منه اثنان على التوالي. انظر: "اختصار علوم الحديث" للحافظ ابن كثير (ص ٣١)، "نزهة النظر شرح نخبة الفكر" لابن حجر العسقلاني (ص ٢٧)، "تدريب الراوي، شرح تقريب النووي" للسيوطي (ص ١١٧ - ١١٨). ولقد ذكر الحديث الذي نحن بصدده المجد بن تيمية في "منتقى الأخبار" من رواية عبد الله بن شداد ثم قال: وقد روي مسندًا من طرق كلها ضعاف، والصحيح: أنه مرسل. وذكر ابن حجر في "فتح الباري" أنه ضعيف عند الحفاظ، وأنه قد أُعِلَّ من قِبَل الدارقطني وغيره (٢/ ١٦٤)، ورواه أحمد في "المسند" (١٤٦٤٣) بسند فيه انقطاع. أما الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٦) فقد أطال الكلام في تخريجه للحديث، وذكر طرقه، وأوضح ما فيها من ضعف أو علة أو إرسال، وما يمكن أن يقوّي بعضه بعضًا من تلك الطرق. وحكى في مقدمة ذلك حكم الدارقطني الذي أشار إليه صاحب "الفتح". =