القياس الذي لم يعتبر؛ لأنه جاء في مقابل نص سليم، قرر العلماء صلاحيته للاحتجاج، ومفهوم الخطاب فيه عام شامل.
ولعل ذلك كله، هو الذي جعل المحققين من قديم يحكمون ببطلان هذا التأويل. وذلك ما قرره صاحب "البرهان" الذي جاء على ذكر هذا التأويل عند الشافعية ثم قال: (وهو باطل عند ذوي التحقيق)(١).
وهكذا يكون تأويل "ذوي الرحم المحرم" بـ "مَن هم عمود النسب فقط": تأويلًا بعيدًا بشهادة العلماء المحققين؛ ذلك أنه لا يستند إلى دليل يقوى على صرف الظاهر عن مدلوله العام في ذي الرحم المحرم، إلى ذلك المعنى الآخر البعيد. واحتمالٌ بعيدٌ هذا البُعد: لا يكفي في ترجيحه الأدنى من الدليل، بل لا بد له من دليل قوي يتناسب مع بُعد الاحتمال.