كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب كلام الرب ﷿ يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم - حديث: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض - ج: 6 - ص: 397

٧٥١٠ - حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ قالَ:

⦗٣٩٨⦘

اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ (١) إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ (٢) لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ، فَوَافَقْنَاهُ (٣) يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأذَنَّا، فَأَذِنَ لَنَا وَهوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقُلْنَا لِثَابِتٍ: لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ (٤) مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ. فقالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَؤُلَاءِ إِخْوَانُكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، جَاؤُوكَ (٥) يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ. فقالَ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ ﷺ قالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ

فِي بَعْضٍ، فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا (٦) إِلَى رَبِّكَ. فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ (٧) فَإِنَّهُ (٨) خَلِيلُ الرَّحْمَنِ. فَيَأتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى؛ فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ (٩). فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى؛ فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ. فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ ﷺ. فَيَأتُونِي (١٠)، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا. فَأَسْتَأذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ (١١) أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ (١٢): يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ (١٣)، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي. فَيُقَالُ (١٤): انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْها مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ.

⦗٣٩٩⦘

فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي. فَيُقَالُ (١٥): انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ (١٦). فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ (١٧): يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي. فَيَقُولُ (١٨): انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى (١٩) مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ (٢٠) مِنْ إِيمَانٍ، فأُخْرِجُهُ (٢١) مِنَ النَّارِ (٢٢). فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ». فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ، قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ، وَهوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ (٢٣)، بِمَا حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ (٢٤)، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنا فِي الشَّفَاعَةِ. فقالَ: هِيهِ (٢٥). فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ، فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ، فقالَ: هِيهِ. فَقُلْنَا (٢٦): لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا. فقالَ: لَقَدْ

⦗٤٠٠⦘

حدَّثَنِي، وَهوَ جَمِيعٌ، مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا. قُلْنَا (٢٧): يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا. فَضَحِكَ وَقَالَ: خُلِقَ الإِنْسَانُ عَجُولًا، مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ، حدَّثني كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ، قالَ: «ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ (٢٨)، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ».

---

(١) في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «البُنَانِيِّ».
(٢) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَسَألَهُ».
(٣) في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فوافَقْنا».
(٤) صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(٥) في رواية أبي ذر والأصيلي: «جاؤوا».
(٦) لفظة: «لنا» ليست في رواية أبي ذر.
(٧) صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش اليونينية: لم يُذكر ها هنا نوح ﵇. اهـ.
(٨) لفظة: «فإنَّه» مستدركة في (ن) بخط متأخر.
(٩) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَلَّمَ اللهَ».
(١٠) في رواية أبي ذر: «فَيأتونَنِي».
(١١) في رواية أبي ذر: «فَيُلْهِمُني لِمَحَامِدَ»، وزاد في (ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(١٢) في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقول»، وعزاها في (ب) إلى رواية أبي ذر عنه.
(١٣) في رواية أبي ذر والأصيلي: «تُعْطَهْ».
(١٤) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقول»، وعزاها في (ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(١٥) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقول»، وعزاها في (ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(١٦) في رواية أبي ذر زيادة: «فَأَخْرِجْهُ»، وضبطها روايته في (ب): «فَأَخْرِجُهُ»، وأهمل ضبطها في (ن، و).
(١٧) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقول»، وعزاها في (ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(١٨) في رواية الأصيلي: «فيُقال».
(١٩) هكذا بالتكرار ثلاثًا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(٢٠) صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(٢١) بهامش (ب، ص): كذا ضبطه في اليونينية والفرع المكي، بصيغة المضارع، والذي في فرعٍ بصيغة الأمر، وهو الصواب، والله أعلم. اهـ. وضبطه في نسخة البقاعي بصيغة الأمر، وأهمل ضبطه في (و).
(٢٢) في رواية أبي ذر: «مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ». كتبت بالحمرة، وبهامش اليونينية: هنا تكرر عند أبي ذرٍ: «مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ» وكتب مقابله ثلاثة بالهندي هكذا (٣)، وكذلك علَّم قبالة «أدنى» ثلاثًا (٣) هكذا. اهـ.
(٢٣) في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «فَحَدَّثَنا»، وبهامش (ب، ص): الثاء مضبوطة في الفرع بالفتح، وليست مضبوطة في اليونينية. اهـ. وفي روايةٍ أخرى للأصيلي ورواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَحَدَّثناهُ».
(٢٤) قوله: «بن مالك» ليس في (ن).
(٢٥) بهامش (ب، ص): الهاء الثانية من (هِيه) ليست مضبوطة في اليونينية. اه.
(٢٦) صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي زيادة: «له».
(٢٧) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقُلْنا».
(٢٨) في رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي زيادة: «المَحَامِدِ».