كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره وإثم من لم يف - حديث: أتحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم - ج: 3 - ص: 165

٣١٧٣ - حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرٌ -هو ابْنُ المُفَضَّلِ- حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ:

⦗١٦٦⦘

عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قالَ: انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ إلى خَيْبَرَ، وَهْيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ، فَتَفَرَّقَا، فَأَتَى مُحَيِّصَةُ إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ وهو يَتَشَحَّطُ فِي دَمٍ (١) قَتِيلًا، فَدَفَنَهُ ثُمَّ قَدِمَ المَدِينَةَ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إلى النَّبِيِّ ﷺ، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ، فَقالَ: «كَبِّرْ كَبِّرْ». وهو أَحْدَثُ القَوْمِ، فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا، فَقالَ: «أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ أَوْ صَاحِبَكُمْ (٢)». قَالُوا: وَكَيْفَ نَحْلِفُ وَلَمْ نَشْهَدْ وَلَمْ نَرَ؟ قالَ: «فَتُبْرِئُكُمْ (٣) يَهُودُ بِخَمْسِينَ (٤)». فقالوا: كَيْفَ نَأخُذُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ؟! فَعَقَلَهُ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ عِنْدِهِ.

---

(١) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في دَمِهِ».
(٢) هكذا في رواية ابن عساكر، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «دَمَ قاتِلِكُمْ أو صاحِبِكم».
(٣) لم تضبط في (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية من غير ضبط. اهـ.
(٤) صحَّح عليها في اليونينيَّة.