كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة - حديث: إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء - ج: 3 - ص: 473

٣٩٠٤ - حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني مالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن عُبَيْدٍ -يَعْنِي ابْنَ حُنَيْنٍ (١) -:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ﵁: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ جَلَسَ على الْمِنْبَرِ فَقالَ: «إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيا ما شاءَ، وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَهُ». فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقالَ: فَدَيْناكَ

⦗٤٧٤⦘

بِآبائِنا وَأُمَّهاتِنا. فَعَجِبْنا لَهُ، وَقالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إلى هَذا الشَّيْخِ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عن عَبْدٍ خَيَّرَهُ (٢) اللَّهُ

بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيا وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ، وهو يَقُولُ: فَدَيْناكَ بِآبائِنا وَأُمَّهاتِنا. فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هو الْمُخَيَّرَ (٣)، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ هو أَعْلَمَنا بِهِ، وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمالِهِ أَبا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبا بَكْرٍ، إِلَّا خُلَّةَ الإِسْلَامِ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ».

---

(١) في رواية أبي ذر: «عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ».
(٢) ضبطت في (ب، ص) بوجهين، المثبت و: «خُيِّره»، وبهامشهما: كذا ضبط: «خيره» في اليونينية.
(٣) في رواية أبي ذر: «المُخَيَّرُ» بالرفع.