كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب قول الله تعالى: ﴿إنا أرسلنا نوحا إلى قومه﴾ - حديث: أنا سيد القوم يوم القيامة - ج: 3 - ص: 231

٣٣٤٠ - حدثني (١) إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: حدَّثنا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي دعْوَةٍ (٢)، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً (٣)، وَقَالَ: «أَنَا سَيِّدُ الناسِ (٤) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَلْ تَدْرُونَ بِمَنْ (٥)؟ يَجْمَعُ اللَّهُ

⦗٢٣٢⦘

الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمُ

الدَّاعِي، وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ، إِلَى مَا بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُ (٦) الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ، أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَنَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ (٧)، نَفْسِي نَفْسِي (٨)، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ. فَيَأتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَمَا (٩) تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا؟ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي (١٠)، ائْتُوا النَّبِيَّ ﷺ فَيَأتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهُ (١١)». قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: لَا أَحْفَظُ سَائِرَهُ.

---

(١) في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثنا». قارن بما في الإرشاد.
(٢) دال «دعوة» مكسورة ومفتوحة.
(٣) في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَنَهَشَ مِنها نَهْشةً». قارن بما في الإرشاد.
(٤) في (ب، ص): «الْقَوْمِ» مُضبَّب عليها، وأشارا في الهامش للمثبت، مصححًا عليها.
(٥) في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِمَ»، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضًا. كتبت بالحمرة. وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي: «ثُمَّ».
(٦) في رواية أبي ذر: «أبو» (ن، ق، ص)، وهو المثبت في متن (و) دون ذكر اختلاف.
(٧) في رواية أبي ذر: «فَعَصَيْتُ».
(٨) صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(٩) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَلَا».
(١٠) صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(١١) صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش (ب، ص): «كذا في اليونينية الهاء مضمومة، وفي فرعين الهاء ساكنة. اهـ. وبالسكون ضبطت في (ن).