كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

كتاب التفسير - المؤمن - ج: 4 - ص: 238

«(٤٠») الْمُؤْمِنُ (١)

قالَ مُجَاهِدٌ: مَجَازُهَا (٢) مَجَازُ أَوَائِلِ السُّوَرِ، وَيُقَالُ: بَلْ هو (٣) اسْمٌ، لِقَوْلِ شُرَيْحِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْعَبْسِيِّ:

يُذَكِّرُنِي حَامِيمَ (٤) وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ … ... فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ (٥) قَبْلَ التَّقَدُّمِ

الطَّولُ (٦): التَّفَضُّلُ (٧). ﴿دَاخِرِينَ﴾ [آية: ٦٠]: خَاضِعِينَ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: ﴿إِلَى النَّجَاةِ﴾ [آية: ٤١]: الإِيمَان. ﴿لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ﴾ [آية: ٤٣]: يَعْنِي الْوَثَنَ. ﴿يُسْجَرُونَ﴾ [آية: ٧٢]: تُوقَدُ بِهِمِ النَّارُ. ﴿تَمْرَحُونَ﴾ [آية: ٧٥]: تَبْطَرُونَ.

وَكَانَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ يُذَكِّرُ (٨) النَّارَ، فقالَ (٩) رَجُلٌ: لِمَ تُقَنِّطُ النَّاسَ؟ قالَ (١٠): وَأَنَا أَقْدِرُ أَنْ أُقَنِّطَ النَّاسَ، وَاللَّهُ ﷿ (١١) يَقُولُ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنِطُوا (١٢) مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾ [الزمر: ٥٣].

⦗٢٣٩⦘

وَيَقُولُ: ﴿وَإِنَّ (١٣) الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ [آية: ٤٣]؟ وَلَكِنَّكُمْ (١٤) تُحِبُّونَ أَنْ تُبَشَّرُوا بِالْجَنَّةِ على مَسَاوِي أَعْمَالِكُمْ، وَإِنَّمَا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ مُبَشِّرًا بِالْجَنَّةِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَمُنْذِرًا (١٥) بِالنَّارِ مَنْ (١٦) عَصَاهُ.

---

(١) بهامش اليونينية دون رقم: «﴿حم﴾ المؤمن»، وفي رواية أبي ذر والأصيلي: «سورة المؤمن»، وزاد أبو ذر بعدها: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ».
(٢) في رواية أبي ذر: «قال البخاريُّ: ويقال: ﴿حم﴾ مجازُها» بدل: «قَالَ مُجَاهِدٌ: مَجَازُهَا».
(٣) لفظة: «بل» ليست في رواية أبي ذر.
(٤) في رواية أبي ذر: «حَمَ» في الموضعين.
(٥) في رواية أبي ذر: «﴿حم﴾» كتبت بالحمرة.
(٦) في اليونينية بضبطين: الرفع والجر، وفي (ص، ع) بالرفع فقط: «الطولُ»
(٧) في اليونينية بضبطين: الرفع والجر «التَّفَضُّلُ»، «التَّفَضُّلِ».
(٨) قوله: «يُذَكِّر» ثابت في رواية أبي ذر (ب، ص) أيضًا. وبهامشهما: كذا في اليونينية بعد أن كانت التي في الأصل «يَذْكُرُ» بالتخفيف، فصلحت بالتشديد. اهـ.
(٩) صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(١٠) في رواية أبي ذر: «فقال».
(١١) كتبت: «﷿» في (ب، ص) بين الأسطر.
(١٢) باسكان ياء «﴿عبادي﴾»، وبكسر النون من «﴿تقنِطو﴾» على قراءة أبي عمرو ويعقوب والكِسائي وخلف.
(١٣) كذا ضبطت باتفاق الأصول: بكسر الهمزة، والقراءة بالفتح باتفاق.
(١٤) في رواية الأصيلي: «ولكِنْ».
(١٥) في رواية الأصيلي: «ويُنْذِرُ».
(١٦) في رواية أبي ذر عن المُستملي: «لِمَنْ».