كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب النوم قبل العشاء لمن غلب - حديث: ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم - ج: 1 - ص: 317

٥٧٠ - ٥٧١ - حدَّثنا مَحْمُودٌ (١)، قالَ: أخبَرنا (٢) عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرني (٣) ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرني نافِعٌ، قالَ:

حَدَّثَنا (٤) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ شُغِلَ عَنْها لَيْلَةً، فَأَخَّرَها حَتَّى رَقَدْنا فِي المسجِدِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنا، ثُمَّ رَقَدْنا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنا النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ غَيْرُكُمْ».

وَكانَ ابْنُ عُمَرَ لا يُبالِي أَقَدَّمَها أَمْ أَخَّرَها، إذا كان لا يَخْشَى أَنْ يَغْلِبَهُ النَّوْمُ عن وَقْتِها، وَكانَ (٥) يَرْقُدُ قَبْلَها.

قالَ ابْنُ جُرَيْحٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ، وقالَ (٦)

سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيْلَةً بِالعِشاءِ، حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ واسْتَيْقَظُوا، ورَقَدُوا واسْتَيْقَظُوا، فَقامَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فقالَ:

⦗٣١٨⦘

الصَّلاةَ. قالَ (٧) عَطَاءٌ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ (٨) ﷺ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الآنَ، يَقْطُرُ رَأسُهُ ماءً، واضِعًا يَدَهُ على رَأسِهِ (٩)، فقالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوها هَكَذا (١٠)». فاسْتَثْبَتُّ عَطَاءً (١١): كَيْفَ وَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ على رَأسِهِ يَدَهُ، كَما أَنْبَأَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ؟ فَبَدَّدَ لِي عَطَاءٌ بَيْنَ أَصابِعِهِ شَيْئًا مِنْ تَبْدِيدٍ، ثُمَّ وَضَعَ أَطْرافَ أَصابِعِهِ على قَرْنِ الرَّأسِ، ثُمَّ ضَمَّها يُمِرُّها كَذَلِكَ على الرَّأسِ، حَتَّى مَسَّتْ إِبْهامُهُ طَرَفَ (١٢) الأُذُنِ، مِمَّا يَلِي الوَجْهَ على الصُّدْغِ وَناحِيَةِ اللِّحْيَةِ، لا يُقَصِّرُ (١٣) وَلا يَبْطُشُ إِلَّا كَذَلِكَ، وَقالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا (١٤) هَكَذا».

---

(١) في رواية الأصيلي زيادة: «يعني ابنَ غَيْلانَ».
(٢) في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا».
(٣) في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا».
(٤) في رواية الأصيلي: «حدَّثني».
(٥) في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقد كان».
(٦) في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط]: «فقال».
(٧) في رواية ابن عساكر: «فقال».
(٨) في رواية ابن عساكر: «النَّبيُّ»، وفي رواية أبي ذر و [ق]: «رسولُ الله».
(٩) هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وابن عساكر: «رأسي»، قال في الإرشاد: وهو وهمٌ لما يأتي بعدُ.
(١٠) في نسخة: «كذا».
(١١) في (ن): «فاستُثْبِتَ عطاءٌ» بالبناء للمفعول.
(١٢) في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: « … إبهامَيْهِ طَرفُ».
(١٣) صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية الأصيلي و [ح] ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَعْصِر».
(١٤) في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُصَلُّوها».