كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

سورة الحجر - حديث: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها - ج: 4 - ص: 141

٤٧٠١ - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن عِكْرِمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ، قالَ: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ (١) فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَالسِّلْسِلَةِ (٢) على صَفْوَانٍ -قالَ عَلِيٌّ: وَقالَ غَيْرُهُ:

⦗١٤٢⦘

صَفْوَانَ (٣) يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ- فَإِذَا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ، قَالُوا: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قالَ: الْحَقَّ، وهو الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ. فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُو (٤) السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ -وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ وَفَرَّجَ (٥) بَيْنَ أَصَابِعِ يَدِهِ الْيُمْنَى، نَصَبَهَا بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ- فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا (٦) إلى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ (٧)، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ (٨) بها إلى الَّذِي يَلِيهِ، إلى الَّذِي هو

أَسْفَلُ (٩) مِنْهُ، حَتَّى يُلْقُوهَا إلى الأَرْضِ -وَرُبَّمَا قالَ سُفْيَانُ: حَتَّى تَنْتَهِيَ إلى الأَرْضِ- فَتُلْقَى على فَمِ السَّاحِرِ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ، فَيُصَدَّقُ (١٠)، فَيَقُولُونَ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا (١١) يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا؟! لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ».

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، عن عِكْرِمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ». وَزَادَ: «الْكَاهِنِ» (١٢).

وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ (١٣)، فَقالَ: قالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ: حدَّثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، قالَ: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ»، وَقالَ: «على فَمِ السَّاحِرِ». قُلْتُ لِسُفْيَانَ (١٤): قالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْكَ: عن عَمْرٍو، عن عِكْرِمَةَ،

⦗١٤٣⦘

عن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَرْفَعُهُ: أَنَّهُ قَرَأَ: ﴿فُزِّعَ (١٥)﴾ [سبأ: ٢٣]. قالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا قَرَأَ عَمْرٌو، فَلَا أَدْرِي: سَمِعَهُ هَكَذَا أَمْ لَا، قالَ سُفْيَانُ: وَهيَ قِرَاءَتُنَا.

---

(١) في رواية أبي ذر: «إذا قُضِيَ الأمْرُ».
(٢) في رواية الأصيلي: «كأنَّها سلسلةٌ»، وفي رواية أخرى له ورواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «كأنَّه سلسلةٌ».
(٣) في (ب، ص): «صفوانٍ».
(٤) في رواية كريمة وأبي ذر: «ومُسْتَرِقُ» بالإفراد.
(٥) في رواية أبي ذر: «ففرَّج».
(٦) في رواية أبي ذر: «يُرْمَى به».
(٧) في رواية أبي ذر: «فيُحرِقُه».
(٨) في رواية أبي ذر: «يُرْمَى».
(٩) في رواية أبي ذر: «أسفَلَ».
(١٠) ضبطت في (ب، ص): «فَيَصْدُقُ»، وعُزي المثبت إلى نسخة من رواية أبي ذر.
(١١) في رواية أبي ذر: «يُخْبرُونا»، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(١٢) صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر: «والكاهِنِ».
(١٣) في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِ اللهِ: حدَّثنا سفيان»، فهي على رواية غيره عطفٌ على الإسنادِ السابقِ.
(١٤) في رواية أبي ذر زيادة: «أآنْتَ سَمِعْتَ عَمْرًا».
(١٥) في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: ﴿فُرِّغَ﴾ بالراء والغين المعجمة، وهي قراءة ابن عمر وأيوب وقتادة ومجاهد وابن يَعمر وغيرهم.