كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب التمتع والإقران والإفراد بالحج - حديث: أحلوا من إحرامكم بطواف البيت وبين الصفا والمروة - ج: 2 - ص: 77

١٥٦٨ - حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا أَبُو شِهابٍ، قالَ: قَدِمْتُ مُتَمَتِّعًا مَكَّةَ بِعُمْرَةٍ، فَدَخَلْنا قَبْلَ

⦗٧٨⦘

التَّرْوِيَةِ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ، فقالَ لِي أُناسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: تَصِيرُ الآنَ حَجَّتُكَ مَكِّيَّةً (١). فَدَخَلْتُ على عَطاءٍ أَسْتَفْتِيْهِ، فقالَ:

حَدَّثَنِي جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ﵄: أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ (٢) ﷺ، يَوْمَ ساقَ البُدْنَ مَعَهُ، وَقَدْ أَهَلُّوا بِالحَجِّ مُفْرَدًا، فقالَ لَهُمْ: «أَحِلُّوا مِنْ إِحْرامِكُمْ بِطَوافِ البَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، وَقَصِّرُوا ثُمَّ أَقِيمُوا حَلَالًا، حَتَّى إِذا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ فَأَهِلُّوا بِالحَجِّ، واجْعَلُوا الَّتِي قَدِمْتُمْ بها مُتْعَةً». فقالُوا: كَيْفَ نَجْعَلُها مُتْعَةً وَقَدْ سَمَّيْنا الحَجَّ؟! فقالَ: «افْعَلُوا ما أَمَرْتُكُمْ، فَلَوْلا أَنِّي سُقْتُ الهَدْيَ لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُكُمْ، وَلَكِنْ لا يَحِلُّ مِنِّي حَرَامٌ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ». فَفَعَلُوا. (٣)

---

(١) في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَصِيرُ الآنَ حَجُّكَ مَكِّيًا».
(٢) في رواية أبي ذر: «رسولِ الله».
(٣) في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «قال أبو عبد الله: أبو شِهابٍ ليس له مُسْنَدٌ إلَّا هذا». كتبت بالحمرة.