كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

سورة الطلاق - معلق ابن مسعود: كنت في حلقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى - ج: 4 - ص: 301

٤٩١٠ - وَقالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قالَ: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ فيها عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ، فَذَكَرَ (١) آخِرَ الأَجَلَيْنِ، فَحَدَّثْتُ بِحَدِيثِ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قالَ: فَضَمَّنَ (٢) لِي بَعْضُ أَصْحَابِهِ، قالَ مُحَمَّدٌ: فَفَطِنْتُ (٣) لَهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ إِنْ كَذَبْتُ على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وهو فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ. فَاسْتَحْيَا وَقالَ: لَكِنَّ عَمَّهُ (٤) لَمْ يَقُلْ ذَاكَ. فَلَقِيتُ أَبَا عَطِيَّةَ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ فَسَأَلْتُهُ، فَذَهَبَ يُحَدِّثُنِي حَدِيثَ (٥) سُبَيْعَةَ، فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ عن عَبْدِ اللَّهِ فيها

⦗٣٠٢⦘

شَيْئًا؟ فقالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ، فقالَ: أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ، وَلَا تَجْعَلُونَ عَلَيْهَا (٦) الرُّخْصَةَ؟! لَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى: ﴿وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [آية: ٤].

---

(١) في رواية كريمة وأبي ذر: «فَذَكَرُوا لَهُ»، وفي (ب، ص) أنَّ هذه الرواية قبل «فذكر».
(٢) في رواية كريمة: «فضمَّز» بالزاي. وهو المثبت في متن (ب، ص).
وبهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: «فضمَز». اهـ. هكذا عند أبي ذر قال: ومعناه عضَّ له شفتَهُ غمزًا. اهـ. كتبت بالحمرة.
وبهامش اليونينية أيضًا نقلًا عن عياض: قوله: «فضمَرني بعضُ أصحابه» كذا للقابسي، وعند أبي الهيثم: «فضمَزني» بالزاي، وعند الأصيلي: «فضمَّن» بتشديد الميم ونون، وللباقين: «فضمِن» بالتخفيف والكسر، وهذا كلُّه غير مفهوم المعنى، وأشبهها رواية أبي الهيثم بالزاي، لكن مع تشديد الميم وزيادة نون بعدها ياء: «فضمَّزني» أي: أسكتني، يُقالُ: ضَمَزَ: سَكَتَ، وضَمَّز غيرَه، وفي روايةٍ عن ابن السكن: «فَضَمِنَ»، وفي رواية له أخرى: «فَغَمَضَ لي» فإن صحت فمعناه: مِن تغميضِ عينِهِ [في (ب، ص): عينيه] له على السكوت. قال ابن سِيْده: ضَمَزَ يَضْمَزُ: إذا سكت. اهـ.
(٣) بهامش (ب، ص): لم يضبط الطاء في اليونينية، وضبطها في الفرع بالكسر. اهـ.
(٤) في رواية أبي ذر: «لكنْ عمُّه».
(٥) في رواية أبي ذر: «بحدِيثِ». كتبت بالحمرة.
(٦) صحَّح عليها في اليونينيَّة.