كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب [من ذلك] - حديث حذيفة: إن رجلا حضره الموت لما أيس من الحياة - ج: 3 - ص: 310

٣٤٧٩ - حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراشٍ، قالَ: قالَ عُقْبَةُ لِحُذَيْفَةَ:

أَلا تُحَدِّثُنا ما سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ (١) مِنَ الْحَياةِ أَوْصَى أَهْلَهُ (٢): إِذا مُتُّ (٣) فاجْمَعُوا (٤) لِي حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَوْرُوا نارًا، حَتَّى إِذا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي، فَخُذُوها فاطْحَنُوها فَذَرُّونِي فِي الْيَمِّ فِي يَوْمٍ حارٍّ، أَوْ راحٍ (٥)، فَجَمَعَهُ اللَّهُ، فَقالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قالَ: خَشْيَتَكَ (٦). فَغَفَرَ لَهُ». قالَ عُقْبَةُ: وَأَنا سَمِعْتُهُ يَقُولُ.

حَدَّثَنا مُوسَى (٧): حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، وَقالَ: «فِي يَوْمٍ راحٍ (٨)».

---

(١) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَئِسَ».
(٢) في رواية أبي ذر: «إلى أهلهِ».
(٣) في رواية أبي ذر: «ماتَ».
(٤) في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فاجْعَلُوا».
(٥) في رواية المُستملي والحَمُّويي: «حازٍ راحٍ».
(٦) في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ خَشْيَتِكَ». وبهامش اليونينية: قال ابن مالك [في (ب، ص): قال شيخنا جمال الدين]: بفتح التاء من «خشيتك» وكسرها، والفتح أعلى. اهـ.
(٧) هكذا في رواية الحَمُّويي أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حدَّثنا مُسَدَّد». وبهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: الصواب موسى. اهـ.
(٨) من قوله: «حدَّثنا موسى» إلى قوله: «راح»: ثابت في رواية الحَمُّويي أيضًا. كذا باتفاق الأصول، ومقتضى الاختلاف السابق أنه ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.