(٢) هو: موسى، السلطان الملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح شاه أرمن ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب. ولد بالقصر بالقاهرة سنة ست وسبعين وخمسمائة، وتوفي سنة خمس وثلاثين وستمائة، وسمع من عمر بن طبرزد. وسمع صحيح البخاري من أبي عبد الله ابن الزبيدي. روى عنه الشهاب القوصي، وغيره. وحدثنا عنه أبو الحسين اليونيني بأربعين حديثاً خرجت له. أعطاه أبوه أول شيء القدس، ثم أعطاه حران والرها. وكان له عكوف على الملاهي والمسكر - عفا الله عنه - ويبالغ في الخضوع للفقراء ويزورهم ويعطيهم، ويجيز على الشعر، ويبعث في رمضان بالحلاوات إلى أماكن الفقراء، ويشارك في صنائع، وله فهم وذكاء وسياسة. ولُقِّبَ شاه أرمن لتملكه مدينة خلاط، وهي قصبة أرمينية. وتملك دمشق سنة ست وعشرين، وكان فيه دين، وخشية، وعفة في الجملة، وسخاء مفرط، قال: وقد تاب الأشرف في مرضه، وأظهر الابتهال والاستغفار والذكر إلى أن توفي تائباً، وختم له بخير. قال الذهبي: وأما تعظيمه للفقيه محمد اليونيني فأمر زائد، كان عنده بالقلعة وهو في سماع البخاري، فتوضأ الفقيه مرة، فقام ونقض تخفيفته وقدمها إلى يديه ليتنشف بها أو ليطأ عليها - أنا أشك - حدثني بذلك شيخنا أبو الحسين ابن اليونيني. تاريخ الإسلام رقم (٣٧٧). (٣) هو: إسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين أبو الفداء عماد الدين. كان إماماً عالماً فاضلاً ورعاً عاملاً، ولد سنة أربع وستمائة، وسمع من موفق الدين ابن قدامة، وأبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن وغيرهم، وسمع البخاري على الزبيدي، وسمع كثيراً على المشايخ، روى عنه أبو الحسين اليونيني، وابن أبي الفتح، وأبو الحجاج المزي، وأبو الحسن ابن العطار، وغير واحد، وأجاز لي مروياته. وحصل طرفاً جيداً من العربية، ويكتب خطاً منسوباً، وكان كثير العبادة والاجتهاد والاخلاص في أفعاله، يحرص على كتمان ما يفعله من ذلك وإخفائه عن الناس، حسن العشرة، كثير المروءة، كريم الأخلاق، تمرض أياماً، فلما دنت وفاته، لم يزل يتلو القرآن الكريم بحضور إلى حيث فارق بمنزله ببعلبك، وهو في عشر الثمانين ﵀، ودفن بمقبرة جده لأمه شمس الدين محمود بن قرقين ظاهر باب سطحاء من بعلبك المحروسة، سنة إحدى وثمانين وستمائة. ذيل مرآة الزمان [٤/ ١٦٧] معجم الشيوخ الكبير للذهبي [١/ ١٧٢]. (٤) هو: ابن الياس البعلبكي: محمد بن داود بن إلياس أبو عبد الله البعلبكي، المدعو شمس الدين، سمع الكثير من الشيخ الموفق وأبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن، والنفيس ابن البن، وأبي القاسم بن صصرى، وابن صباح، والشيخ تاج الدين الكندي وابن الزبيدي وحنبل وغيرهم، وسمع عليهم ما لا يحصى وكان فيه ديانة وتحرٍّ في الشهادات، والأقوال كثير الأمانة والعدالة والعبادة، خدم اليونيني والد الشيخ قطب الدين فوق أربعين سنة وحفظ المقنع وعرف الفرائض ورحل للحديث طالباً، وحدث بكثير من مسموعاته، وكان مليح الخط، كتب الأجزاء والطباق، ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وسبعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (٤٧٣) الوافي بالوفيات [٣/ ٥٢].