للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شاهدتُ على آخرِ كتابِ الجامعِ الصحيحِ من الأصلِ الذي نقلتُ منه وقابلتُ به وسمعتُ:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ، وهو السادسُ من الجامع الصحيحِ للإمامِ أبي عبدِ الله البخاريِّ ، على الشيخِ الإمامِ العالمِ الزَّاهدِ، فقيهِ المشايخِ، سراجِ الدينِ أبي عبدِ الله الحُسينِ بن أبي بكرٍ المباركِ بن محمدِ بن يحيى بن الزُّبَيْدِيِّ -أثابهُ الله الجنةَ- بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ عبدِ الأوَّلِ بن عِيسى بن شُعيبٍ السِّجْزِيُّ، عن أبي الحسنِ الدَّاوُدِيِّ، عن السَّرْخَسِيِّ (١)، عن الفِرَبْرِيِّ، عن البُخاري، مولانا السلطانُ الملكُ الأشرفُ، العالمُ، العادلُ، المجاهدُ، المرابطُ، المؤيدُ، المظفَّرُ، المنصورُ شاه أرمن مظفَّرِ الدُّنْيَا والدِّيْنِ: أبو الفتحِ مُوسى بن الملكِ العادلِ سيفُ الدِّينِ أبي بكر بن أيوبَ، ناصرُ أميرُ المؤمنينَ (٢)، والشيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ تقيُّ الدين أبو عبدِ الله محمدُ بن أبي الحُسين بن عبد الله اليُونينيُّ، وولداهُ مُحيي الدِّينِ أبو محمد عبدُ القادِرِ وأبو الحُسينِ، وعليُّ وأبو بكرٍ ابنا الشيخِ طَيُّ بن شَاور بن يعقوب الأَرْبَقِيُّ، وإسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ البَعْلَبَكِيُّ (٣)، ومُثْبِتُ الأسماءِ محمدُ بن داودَ بن إِليَاسَ البُعْلَبَكِيُّ (٤)، وذلكَ في مجلسينِ آخرُهُمَا يومُ الجمعة، ثامنُ وعشرينَ رمضانَ المعظمِ، سنةَ ثلاثين وستمائةٍ للهجرةِ النَّبويةِ.

وقد شاهدتُ هذه الطبقةَ على المجلداتِ الستِّ من الكتابِ الجامعِ الصحيحِ، وفيها جماعةٌ أُخَرُ لم أنقلْهم، فإنَّنِي ما نقلتُ إلا من كَمُلَ لهُ سماعُ جميعِ الكتاب على الشيخِ المُسْمِعِ، ومن سَمِعَ بفواتِ شيءٍ من الكتابِ لم أنقلْهُ، وإسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ لم نذكرْهُ إلا في هذه الطبقةِ السادسةِ، وقد كَمُلَ له سماعُ جميعِ الكتابِ على الشيخِ المُسَمَّى


(١) هو: عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين، أبو محمد الحموي السرخسي. سمع سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفربري صحيح البخاري بفربر، وسمع من عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي كتاب الدارمي، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشاشي مسند عبد وتفسيره. روى عنه: أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي، وعلي بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود الهرويان، وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي. وقال أبو ذر: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حسان. قال الذهبي: وله جزء مفيد عدَّ فيه أبواب الصحيح، وعد ما في كل كتاب من الأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح. وأعلى شيء يُروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة حديث الحموي هذا، وقعت لنا الكتب المذكورة من طريقه. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (٣٨٣) تاريخ الإسلام رقم (١٩).
(٢) هو: موسى، السلطان الملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح شاه أرمن ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب. ولد بالقصر بالقاهرة سنة ست وسبعين وخمسمائة، وتوفي سنة خمس وثلاثين وستمائة، وسمع من عمر بن طبرزد. وسمع صحيح البخاري من أبي عبد الله ابن الزبيدي. روى عنه الشهاب القوصي، وغيره. وحدثنا عنه أبو الحسين اليونيني بأربعين حديثاً خرجت له. أعطاه أبوه أول شيء القدس، ثم أعطاه حران والرها. وكان له عكوف على الملاهي والمسكر - عفا الله عنه - ويبالغ في الخضوع للفقراء ويزورهم ويعطيهم، ويجيز على الشعر، ويبعث في رمضان بالحلاوات إلى أماكن الفقراء، ويشارك في صنائع، وله فهم وذكاء وسياسة. ولُقِّبَ شاه أرمن لتملكه مدينة خلاط، وهي قصبة أرمينية. وتملك دمشق سنة ست وعشرين، وكان فيه دين، وخشية، وعفة في الجملة، وسخاء مفرط، قال: وقد تاب الأشرف في مرضه، وأظهر الابتهال والاستغفار والذكر إلى أن توفي تائباً، وختم له بخير. قال الذهبي: وأما تعظيمه للفقيه محمد اليونيني فأمر زائد، كان عنده بالقلعة وهو في سماع البخاري، فتوضأ الفقيه مرة، فقام ونقض تخفيفته وقدمها إلى يديه ليتنشف بها أو ليطأ عليها - أنا أشك - حدثني بذلك شيخنا أبو الحسين ابن اليونيني. تاريخ الإسلام رقم (٣٧٧).
(٣) هو: إسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين أبو الفداء عماد الدين. كان إماماً عالماً فاضلاً ورعاً عاملاً، ولد سنة أربع وستمائة، وسمع من موفق الدين ابن قدامة، وأبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن وغيرهم، وسمع البخاري على الزبيدي، وسمع كثيراً على المشايخ، روى عنه أبو الحسين اليونيني، وابن أبي الفتح، وأبو الحجاج المزي، وأبو الحسن ابن العطار، وغير واحد، وأجاز لي مروياته. وحصل طرفاً جيداً من العربية، ويكتب خطاً منسوباً، وكان كثير العبادة والاجتهاد والاخلاص في أفعاله، يحرص على كتمان ما يفعله من ذلك وإخفائه عن الناس، حسن العشرة، كثير المروءة، كريم الأخلاق، تمرض أياماً، فلما دنت وفاته، لم يزل يتلو القرآن الكريم بحضور إلى حيث فارق بمنزله ببعلبك، وهو في عشر الثمانين ، ودفن بمقبرة جده لأمه شمس الدين محمود بن قرقين ظاهر باب سطحاء من بعلبك المحروسة، سنة إحدى وثمانين وستمائة. ذيل مرآة الزمان [٤/ ١٦٧] معجم الشيوخ الكبير للذهبي [١/ ١٧٢].
(٤) هو: ابن الياس البعلبكي: محمد بن داود بن إلياس أبو عبد الله البعلبكي، المدعو شمس الدين، سمع الكثير من الشيخ الموفق وأبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن، والنفيس ابن البن، وأبي القاسم بن صصرى، وابن صباح، والشيخ تاج الدين الكندي وابن الزبيدي وحنبل وغيرهم، وسمع عليهم ما لا يحصى وكان فيه ديانة وتحرٍّ في الشهادات، والأقوال كثير الأمانة والعدالة والعبادة، خدم اليونيني والد الشيخ قطب الدين فوق أربعين سنة وحفظ المقنع وعرف الفرائض ورحل للحديث طالباً، وحدث بكثير من مسموعاته، وكان مليح الخط، كتب الأجزاء والطباق، ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وسبعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (٤٧٣) الوافي بالوفيات [٣/ ٥٢].