ورويت هذه القراءة عن الحسن، والأعمش، وأبي عمرو، وأبي رجاء. وقرأ أبو رجاء: يُضِلُّ بفتحتين، من ضللت بكسر اللام، أضلّ بفتح الضاد منقولا، فتحها من فتحة اللام، إذ الأصل أضلل. وقرأ النخعي ومحبوب عن الحسن: نضل بالنون المضمومة وكسر الضاد، أي فضل نحن. ومعنى تحريمهم عاما وتحليله عاما: لا يراد أن ذلك كان مداولة في الشهر بعينه، عام حلال وعام حرام، وقد تأول بعض الناس القصة على أنهم كانوا إذا شقّ عليهم توالي الأشهر الحرم، أحل لهم المحرم، وحرم صفرا بدلا من المحرم، ثم مشت الشهور مستقيمة على أسمائها المعهودة، فإذا كان من قابل، حرّم المحرم على حقيقته، وأحلّ صفر، ومشت الشهور مستقيمة، وإن هذه كانت حال القوم. وقال ابن عباس، وقتادة، والضحاك: الذين شرعوا النسيء هم بنو مالك من كنانة، وكانوا ثلاثة. وعن ابن عباس: إن أول من فعل ذلك عمرو بن لحيّ، وهو أول من سيب السوائب وغيّر دين إبراهيم عليه السلام. وقال الكلبي: أول من فعل ذلك رجل من بني كنانة يقال له: نعيم بن ثعلبة. والموطأة: الموافقة، أي ليوافقوا العدة التي حرّم اللَّه، وهي الأربعة ولا يخالفونها، وقد خالفوا التخصيص الّذي هو أصل الواجبين. والواجبان هما العدد الّذي هو أربعة، في أشخاص أشهر معلومة، وهي رجب وذو القعدة، وذو الحجة والمحرم. يقال: تواطئوا على كذا، إذا اجتمعوا عليه، كأن كل واحد منهم يطأ حيث يطأ صاحبه. ومن الإيطاء في الشعر، وهو أن يأتي في الشعر بقافيتين على لفظ واحد ومعنى واحد. قال ابن عطية: ليحفظوا في كل عام أربعة أشهر في العدد، فأزالوا الفضيلة التي خصّ بها الأشهر الحرم وحدها، بمثابة أن يفطر رمضان، ويصوم شهرا من السنة بغير مرض أو سفر. باختصار من (البحر المحيط) : ٥/ ٤١٦- ٤١٨. [ (١) ] النسخ إبطال الشيء وإقامة آخر مكانه، وفي التنزيل: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها، والآية الثانية ناسخة والأولى منسوخة، والشيء ينسخ الشيء أي يزيله ويكون مكانه. (لسان العرب) : ٣/ ٦١. [ (٢) ] في (خ) «بالميراث» ، وما أثبتناه أجود للسياق.