للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية محمد بن يوسف الفرياني قال: حدثنا سفيان عن عمر بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: إن الناس يصعقون [يوم القيامة] [ (١) ] فأكون أول من يفيق [ (٢) ] .


[ () ] الممدوح، فقد وقع تشبيه صوت الوحي بصلصلة الجرس، مع النهي عن استصحاب الجرس، كما تقدم تقريره في بدء الوحي.
قوله: «قال ابن عباس: الناقور الصور» ، وصله الطبري وابن أبي حاتم من طريق على بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ قال: الصور، ومعنى نقر نفخ، قاله في الأساس.
وأخرج البيهقي من طريق أخرى عن ابن عباس في قوله تعالى: فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن» ؟
وللحاكم بسند حسن، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة رفعه «إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان درّيّان» .
قوله: «الراجفة النفخة الأولى، والرادفة النفخة الثانية» ، هو من تفسير ابن عباس، وصله الطبري وابن أبي حاتم بالسند المذكور، وقد تقدم بيانه في تفسير سورة النازعات، فليراجع هناك.
وإذا تقرر أن النفخة للخروج من القبور فكيف تسمعها الموتى؟ والجواب: يجوز أن تكون نفخة البعث تطول إلى أن يتكامل إحياؤهم شيئا بعد شيء، وتقدم الإلمام في قصة موسى مما ورد في تعيين من استثنى اللَّه تعالى في قوله تعالى: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ، وحاصل ما جاء في ذلك عشرة أقوال ذكرهم الحافظ ابن حجر في (الفتح) : ١١/ ٤٥١ باب (٤٣) من كتاب الرقاق فليراجع هناك.
[ (١) ] ما بين الحاصرتين تكملة من (دلائل أبي نعيم) .
[ (٢) ] (دلائل أبي نعيم) : ١/ ٦٧، حديث رقم (٢٨) .
وخرّج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي اللَّه عنه، قال: «جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قد لطم وجهه، فقال: يا محمد! إن رجلا من الأنصار من أصحابك لطم وجهي، فقال: ادعوه، فدعوه، فقال: لم لطمت وجهه؟
قال: يا رسول اللَّه، إني مررت باليهودي، فسمعته يقول: والّذي اصطفى موسى على البشر، فقلت:
وعلى محمد؟ فأخذتني غضبة، فلطمته، فقال: لا تخيّروني من بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري: أفاق قبلي، أو جوزي بصعقة الطور» .
وفي رواية: «فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ... »
وذكر نحوه.
رواه البخاري في (الخصومات) ، باب ما يذكر من الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي (الأنبياء) ، باب قول اللَّه تعالى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ، وفي تفسير سورة الأعراف، باب وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ، وفي (الديات) ، باب إذا لطم المسلم يهوديا عند الغضب، وفي (التوحيد) ، باب وكان عرشه على الماء وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. ورواه مسلم في (الفضائل) ، باب من فضائل موسى صلى اللَّه عليه وسلّم.